المواقف والحالة النفسية واعادة ضبط المصنع
اُحِب المزاح والهزار مثل باقي الناس بلا شك فهو يخلِق جواً جميلاً تحتاجه النفس في هذا الجو الضاغِط الذي نعيش فيه ولكن بعض الأحداث إذا رأيتها أعتبرُ المزاح فيها جريمة،
فتجد مثلاً من يمزح بشأن رفع الأسعار مُستغلاً هذه الفرصة السانحة لإظهار قدرته على إضحاك الناس ،
في الحقيقة لا أجد هذا الموقف أو المواقف المشابهة له مُضحكة على الإطلاق ،
لأن الرجل البسيط رب الاسرة ربما يبكي عندما يسمع خبر مثل هذا ولكن يبكي في صمت لأنه يكافح ويكافح ليعيش على الوضع القديم ويحسبها ويبتسم عندما تكتمل حِسبته دون ديون ،
وبالمناسبة انا لست ممن يتأثرون كثيراً بالأسعار ولكن أشعر بهذه الطبقة البسيطة التي أصبحت تعيش يوماً بيوم ،
ولا تفكر ابداً في الكماليات والرفاهيات بل في الأساسيات التي تُبقيها على قيد الحياة ،
فلتضع نفسك مكانه هل سيكون الوضع مضحكاً لو كُنت مكانه،
سؤال يحتاج اجابة صريحة
لذلك فالصمت في هذه المواقف خدمة جليلة إذا كنت لا تقوى علي فِعل شيء،
هذه ليست دعوة للكآبة أو اليأس ولكن محاولة وضع المواقف في مكانها الصحيح فكيف تبكي في مباراة كرة قدم ولا تبكي لمن نزفت اجسادهم وقلوبهم دما في جزء غالى علينا ودولة شقيقة وتنام مهموماً لخسارة فريقك وتُشاهد الجثث بتبلُد تام وكأن ذلك شيئاً عادياً فقط لأنه يحدث يومياً،
فأنا من مُحبي كرة القدم ولكن أراها رياضة ودورها الترفيهة فقط وإن فقدت هذا الدور فلا داعي لها ولا يليق بشاب أن يختلف مع صديقه بسبب مباراة مهما كان وعلينا نبذ العنف والتعصب .
أنصحك أن تضحك على أشياء تُضحِك وحاول أن تكون إنساناً في المواقف التي خُلقت كلمة إنسانية لِتظهَر عندها ،
واضبط مشاعرك التي تستهلكها الكثير من المواقف التافهة حتي إذا جاءت المواقف الحقيقة التي تستحق لا تجد ما تُعبر به لأنك استنفذتها في أشياء كنت ترى أنها حقيقية ولكن في الحقيقة هي مواقف صممت لإفراغ طاقات كان يجب أن تُفرغ فيما هو أهم ،
فيجب إعادة ضبط المصنع لمشاعرك واستعمل كل منها في مكانه الصحيح.
كن انسان وتفاعل مع الحدث بحجمة اعمل لنفسك اعادة ضبط مصنع او سوفت وير لتتحكم متى تضحك وعلى اى شئ نضحك وكذلك متى نبكى ونحزن وتثبت انك انسان
يشعر ويحسن ويتاثر
المواقف والحالة النفسية واعادة ضبط المصنع
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
