هدوء الليل
هدوء الليل
في هدوء الليل، تبدو الحياة وكأنها تتنفس ببطء، تتوقف الصخب وتخفت الأصوات، ليصبح الليل ملاذًا للأرواح المتعبة. تحت قبة السماء المظلمة، تلمع النجوم كأحلام بعيدة، وتنساب نسائم الليل برقة، حاملة معها ذكريات اليوم وهمسات المستقبل.
الليل هو الوقت الذي يبوح فيه القلب بأسراره، حين يختلي الإنسان بنفسه، بعيدًا عن ضوضاء النهار وصراعاته. في هذا السكون العميق، يتسنى للعقل أن يتأمل ويتفكر، وللنفس أن تستعيد توازنها وهدوءها.
كأن الليل بساط من الحرير، تمتد فوقه الأفكار بسلاسة، وتنساب الأحاسيس بدون عوائق. إنه الوقت الذي تجد فيه الروح متنفسًا، وتجد فيه الأحلام طريقها إلى الواقع.
في حضن الليل، تتلاشى الفواصل بين الواقع والخيال، ويصبح كل شيء ممكنًا. هو الوقت الذي تخرج فيه النجوم من مخابئها، كأنها تريد أن تذكرنا بجمال الكون وسحره. هو الليل الذي يكتب فيه الشعراء أروع قصائدهم، ويسجل فيه الأدباء أعمق أفكارهم.
في النهاية، هدوء الليل ليس مجرد غياب للصوت، بل هو حضور مكثف للذات، حيث يمكن لكل منا أن يجد نفسه ويتواصل معها بعيدًا عن ضجيج العالم الخارجي.
