مقالات ووجهات نظر

سوق الحريم والقاصرات للبيع

سوق الحريم و القاصرات للبيع 

 

سوق الحريم والقاصرات للبيع

 

بقلم / عماد السعدني 

 

مُنذ زمن بعيد وأنا أرى وأسمع حكايات ألف ليلة وليلة ، وشاهدت العديد والكثير من الحكاوي الشعبية والروايات التي يملؤها الغرابة ولا أفهم لماذا كل هذا العبث البزيئ ،

لما يهون العرض ولما تُنزع النخوة ! ولما المتاجرة بالأنفس فنحن جميعًا نُولد ذو مشاعر وأحساسيس نفرح ونحزن ونمرض ونتعافى ولكن ما أصعبه الأذى الذي يُلازمنا منذ الطفولة حتى المشيب . 

الأمر في بدايته النشأة فهي البيئة التي يعيش فيها الإنسان فهناك من يُحسن تربيته وهناك من يُخطئ ويظن أنه على أتم الصواب ! فالدين المعاملة ونحن ننساق وراء اللطف والإحتواء وهذه فطرة الإنسان ،

والقائم على هذا رب الأسرة وهو الأب ومُعلمة الدار وهي الأم ، فعندما يفشلون في تعاليم الأبناء من دينهم وشريعتهم وأصولهم وتكوينهم وإنسانيتهم ومع هذا وذاك يسقونهم الحب والحنان والعطف حتى لا يتسولونه من بقايا العلاقات .

فنقض علينا أعراب من بلاد مختلفة ويسمونهم الخلايحة وهم لا يشبهوننا ولا نشبههم في شئ ، فيأتون إلينا على هيئة ثري عربي وهو في بلاده خادم أسياده أو عامل نظافة أو سايس في چراچ أو عامل بنزينه مع كامل إحترامي لجميع المهن التي ذُكرت ،

ويترجل إلى بلاد الأرياف البسيطة كي يحصل على بنت بكر رشيد مقابل مبلغ من المال وهو لا يُذكر لكن فرق العملات لديهم بالنسبة للكثير ذو قيمة تحت مسمى الزواج ! .

فيدخل سوق الحريم ورب البيت مغلوب على أمره وهناك فرقة أخرى تُسمى سمامرة ومحامون الزواج العرفي ! فيُعرض عليه عدد من البنات القاصرات لا يتعدى عُمرهن الخامس عشر عام ،

وكأنه داخل مزاد الجواري فهذه شعرها قصير وهذه سمراء وهذه قصيرة ويُريدها بيضاء شقراء ذو قوام رشيق وشعر طويل فهو يفحص بضاعته قبل أن يقدم المال !

وحينما تعجبه فتاة يتفق على سعرها فهو يريدها ليلة أو أسبوع أو شهر ليس إلا وهذا بإطار كتابة ورقتين حتى يأمن المعاقبة القانونية فقط ، وليس بغرض الزواج فهو يعلم أنه مُستأجرها بهذا العقد 

فرب البيت يستلم سعر إبنته القاصر ويدفع من سعرها جزء للسماسرة والمُحام مُحرر العقد والأم تأخذ مبلغ من المال وأول ما تفعله هو الذهاب إلى مطعم لتشتري كل ما تشتهي نفسها

من فرختين وكان جوز حمام على كيلو كفتة وطرب والذي منه وهذا إحتفالًا بإبنتها الذبيحة التي تدخل السلخانة لتفقد أعز ما لديها وهي طفولتها بعيدًا عن فقدانها لعذريتها ! .

وبعد عدة أيام يُسافر الخادم العربي إلى بلده كي يمارس حياته الطبيعية وينتهي الأمر بذلك سواء تقطعوا هذه الورقتين أم لا 

فيبدؤا أهل القاصرة البحث عن خادم عربي أخر ليدفع ثمن كم ليلة أخرى وهكذا تدور الساقية ! وعندما تحمل البنت ويكون لديها طفل فهنا تبدأ العثرات فمنهن من يُحالفها الحظ ليُكتب رضيعها بإسم ما كانت تُعاشره بضعة أيام ،

وهناك من يسئ لها الحظ ويتخلى عنها فيُكتب طفلها بإسم والدها أو أحد أقاربها ! فياله من لعنة المال ، إرحموا بناتكن يرحمكم الله وللحديث بقية.

 

سوق الحريم والقاصرات للبيع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى