سياسةمقالات ووجهات نظر

مصر والفرصة التاريخية قيادة دبلوماسية جديدة في زمن التوترات العالمية

كتب احمد غانم

مصر والفرصة التاريخية قيادة دبلوماسية جديدة في زمن التوترات العالمية

 

أتوقع أن الأسابيع المقبلة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في منطقة الشرق الأوسط وكذلك في أوكرانيا وروسيا حيث بدأت بوادر التصعيد تتبلور بالفعل،

اليوم تقف القوى الكبرى في مواجهة مفتوحة، روسيا مدعومة بحلفائها مثل إيران تسعى لتعزيز موقعها الاستراتيجي وتوسيع نفوذها بينما تقف الولايات المتحدة وحلف الناتو خلف أوكرانيا وإسرائيل في محاولة لمواجهة هذا التمدد هذا الاستقطاب الحاد بين المعسكرين يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار العالمي ويزيد من احتمالات انزلاق العالم إلى صراعات مدمرة

في هذا السياق المتوتر تبرز مصر كقوة إقليمية قادرة على التأثير في موازين القوى بفضل حكمتها السياسية المتأصلة في تاريخها ودورها الدبلوماسي العريق تعود مصر اليوم لتجد نفسها أمام فرصة تاريخية جديدة تعيد فيها إحياء دورها الرائد في تعزيز الاستقرار والسلام كما فعلت في الماضي عندما قاد جمال عبد الناصر تأسيس حركة عدم الانحياز تلك الحركة التي جاءت كرد فعل حاسم على الاستقطاب العالمي بين المعسكرين الشرقي والغربي تمثل اليوم دروسًا من التاريخ يمكن لمصر استثمارها لإعادة بناء نظام دولي أكثر توازنًا

حكمة القيادة المصرية الحالية تعكس نضجًا سياسيًا وحنكة دبلوماسية تحتاجها المنطقة بشدة تحت قيادة مدركة للتحديات الدولية والإقليمية تقف مصر في موقع استراتيجي يسمح لها بالعمل كجسر للحوار والتفاوض بين الأطراف المتصارعة من أجل تجنب الكوارث والحفاظ على السلام وفي هذا السياق تلعب دول مجلس التعاون الخليجي دورًا حيويًا أيضًا حيث تمثل شريكًا قويًا ومؤثرًا يمكن أن يدعم الجهود المصرية في تحقيق الاستقرار الإقليمي

إن وجود مصر بدعم من دول مجلس التعاون في موقع قيادي يمثل فرصة ذهبية للقيادة المصرية لتسليط الضوء على دورها كوسيط رئيسي في حل النزاعات العالمية إن التعاون بين مصر ودول مجلس التعاون يمكن أن يعزز من قدرة مصر على تقديم مبادرات سياسية ودبلوماسية فعالة وبناء جسور التواصل بين الأطراف المتنازعة مما يسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي

اليوم كما في الأمس مصر لديها فرصة لصنع تاريخ جديد مستفيدة من إرثها العريق ودعم الشركاء الاستراتيجيين في مجلس التعاون هذا التعاون المشترك يمكن أن يؤدي إلى تحقيق التوازن بين القوى الكبرى ويمنع العالم من الانزلاق إلى ما لا يحمد عقباه إن القيادة الحكيمة لمصر مدعومة بشركائها تملك القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص للسلام وتعزيز الاستقرار في وقت حرج.

 

مصر والفرصة التاريخية قيادة دبلوماسية جديدة في زمن التوترات العالمية

مصر والفرصة التاريخية قيادة دبلوماسية جديدة في زمن التوترات العالمية

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى