مقالات ووجهات نظر

إذا خاصم فَجَر  أية اثبات المنافقين الانقلاب من الوفاء والاخلاص الي العدوان والكراهية 

كتب/ حسام الروبي

  إذا خاصم فَجَر  أية اثبات المنافقين الانقلاب من الوفاء والاخلاص الي العدوان والكراهية 

إذا خاصم فَجَر  أية اثبات المنافقين الانقلاب من الوفاء والاخلاص الي العدوان والكراهية 

إذا خاصم فَجَر  أية اثبات المنافقين الانقلاب من الوفاء والاخلاص الي العدوان والكراهية

​عبارة إذا خاصم فَجَر هي جزء من حديث نبوي شريف في الإسلام، يصف صفة من صفات المنافق أو صفة ذميمة تدل على خصلة من النفاق العملي الحديث بتمامه:

​آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فَجَر» (وفي رواية أخرى: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فَجَر

ما معنى فَجَر في الخصومة

​تعني “فَجَر” هنا الخروج عن الحق والميل عنه، والكذب والافتراء في الخصام. (كما قال الإمام النووي وغيره).

الكذب والافتراء: أن يكذب على خصمه أو يصفه بما ليس فيه، أو يدعي ما ليس له، أو ينكر ما يجب عليه.

الإسراف في الشتم والسب: التجاوز والتعرض للأعراض أو القذف.

الخروج عن الإنصاف: عدم التزام العدل والحق في القول والفعل، واستخدام كل وسيلة ممكنة (حتى لو كانت باطلة) للنيل من الخصم.

​ الاستدلال من الدين الإسلامي

​الخصومة في الإسلام ليست مبرراً لانتهاك الأخلاق والعدل. يضع الإسلام آداباً صارمة للخصومة، ويجعل الفجور فيها من أشد الخصال المذمومة:

​1. النهي عن الفجور في الخصومة

​كما ذكرنا، الحديث النبوي يجعل الفجور في الخصومة علامة من علامات النفاق العملي وصفة من أبغض الصفات:

​قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَبْغَضُ الرجالِ إلى الله الألَدُّ الخَصِمُ» (رواه مسلم). والألد الخصم هو شديد الخصومة الذي يكثر الجدل بالباطل.

​2. الأمر بالعدل حتى مع الخصم

​يوجب القرآن الكريم إقامة العدل حتى مع الأعداء والخصوم، وعدم جواز أن يدفع البغض للظلم:

​قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ [المائدة: 8].

(ومعنى شَنَآنُ قَوْمٍ: أي بغضهم وكراهيتهم).​هذه الآية ترسي قاعدة أساسية: العدل واجب وإن كان الخصم مبغوضاً.

​3. عدم أخذ ما ليس بحق

​حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن يفوز أحد في الخصومة بشيء لا يستحقه بناءً على قوة حجته اللفظية:

​قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّما أنا بَشَرٌ، وإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ، ولَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ يَكونَ ألْحَنَ بحُجَّتِهِ مِن بَعْضٍ، فأقْضِيَ له بنَحْوِ ما أسْمَعُ، فمَن قَضَيْتُ له مِن حَقِّ أخِيهِ شيئًا، فلا يَأْخُذْهُ؛ فإنَّما أقْطَعُ له قِطْعَةً مِنَ النَّارِ (متفق عليه).

​4. آداب الخصومة الأساسية

​من أهم الآداب التي يدعو إليها الإسلام عند وقوع الخصومة:

​مراقبة الله تعالى: تذكر أن الخصومة ستُعاد أمام الله يوم القيامة، ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ [الزمر: 31].​الاعتدال: ترك مجال للصلح، وعدم الإغراق في الخصومة.​ضبط اللسان: تجنب الشتم والسب والكذب.

الاستدلال من الأديان والمذاهب السماوية الأخرى

​مبدأ العدل والرحمة وتجنب الظلم في التعامل مع الآخرين (بما فيهم الخصوم والأعداء) هو مبدأ أساسي مشترك في جميع الأديان السماوية (اليهودية والمسيحية والإسلام).

​ في المسيحية 

​تركز التعاليم المسيحية على محبة القريب (الجار) بل وحتى محبة الأعداء، وهو ما يتجاوز مجرد العدل في الخصومة إلى الدعوة للصفح والمسامحة:

الرحمة والتسامح: ورد في الإنجيل: «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ. وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ

​المعاملة بالمثل الإيجابية: «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمْ، افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ»  وهذا يشمل عدم الكذب أو الافتراء عليهم في

 

إذا خاصم فَجَر  أية اثبات المنافقين الانقلاب من الوفاء والاخلاص الي العدوان والكراهية 

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading