الإعتبار بما نزل بمن حولنا
الإعتبار بما نزل بمن حولنا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإعتبار بما نزل بمن حولنا
الحمد لله تعالى ذو الجلال والإكرام، مانح المواهب العظام، والصلاة والسلام على النبي سيد الأنام، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم على التمام، الذي كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا ويضحك من غير قهقهة، وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، وقال عليه صلي الله عليه وسلم “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” رواه الترمذي، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لشيء فعلته لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا” وما زال صلى الله عليه وسلم يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحنّ إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال، فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي آل محمد الطيبين المخلصين الطاهرين.
وأصحابه الغر الميامين رضي الله عنهم بإحسان إلي يوم الدين، أما بعد فإن الله تعالى لو أراد هلاك الناس جميعا فلن يرده شيء، ولن يقف أمام قدرته سبحانه أي قوة مهما كانت، ولن يُنجي من عذابه حذر ولا احتراز، فلا ملجأ منه إلا إليه، فعلينا جميعا أن نقبل نذر الله تعالى إلينا، ولنتعظ بما حلّ بالأمم قبلنا، ولنعتبر بما نزل بمن حولنا، ولننظر فيما يحيط بنا فإن المخاطر تزداد يوما بعد يوم، وكثير منا في غفلتهم سادرون، ونعوذ بالله تعالى من الغفلة فإنها داء القلوب، وعذاب الله تعالى قد بغت من كانوا قبلنا وهم غافلون، وآخرون استعجلوا العذاب فجاءهم بغتة فاحذروا أن تسلكوا مسلكهم فالسعيد من وعظ بغيره، وإن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان يبتلى فيها المؤمنون بالسراء والضراء، والشدة والرخاء، فقال تعالى فى سورة الأنبياء ” ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون”
وقال تعالى فى سورة آل عمران ” إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس” وقال ابن كثير أي إن كنتم قد أصابتكم جراح، وقتل منكم طائفة، فقد أصاب أعداءكم قريب من هذا من قتل وجراح، وتلك الأيام نداولها بين الناس، أي نديل عليكم الأعداء تارة، وإن كانت لكم العاقبة، لما لنا في ذلك من الحكمة، وإن عداوة الكفار للمؤمنين عداوة قديمة، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال”تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله و تصديق كلماته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة” رواه البخارى، وإعلموا أن من تقوى الله تعالى هو الانتصار لدينه والذب عنه، وأن تقوى الله من أعظم العبادات وأجل القربات، فاتقوا الله في السر والعلن تفلحوا في الدنيا والآخرة.
فما أكثر أسباب الخلافات، وما أوسع نطاق الفرقة، وما أثقل الشحناء في صفوف مجتمعاتنا الأسرية في كل بلد، وما أكثر أسباب الهجر والقطيعة بين الأخ وأخيه، وبين القريب وقرابته، وبين الزوج وزوجته، وما أفظع وأنكى أسباب العقوق بينه الأبناء وآبائهم وأمهاتهم، وما ذلك إلا لبعد المسلمين عن دينهم فلو انتصروا له ببيان أحكامه وتطبيقها قولا وعملا لانحسرت كل هذه المشكلات التي يشكو منها كل فريق ويعج بها كل بيت، ولكنهم نسوا الله فنسيهم، وإنه لا يستقيم على هذا الدين واحد إلا نصره الله حتى ليكبره في عيون حساده ومناوئيه، ويغرس محبته في قلوب خلقه، ويعلي له كلمته ما الحق ويجعل منه إنسانا تألفه القلوب وتتحدث بذكره الركبان.
الإعتبار بما نزل بمن حولنا
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.