
الرجل الذي تزوّج اثنتين ولم يستطع مواجهة الأولى
في مجتمعاتنا، قد يلجأ بعض الرجال إلى الزواج الثاني بحثًا عن الاستقرار أو الهروب من مشكلات قائمة
لكن المشكلة الحقيقية لا تبدأ عند عقد القران، بل عند لحظة المواجهة. فالرجل الذي يتزوج اثنتين دون أن يمتلك شجاعة الصراحة مع زوجته الأولى، يعيش صراعًا دائمًا بين ما اختاره وما يخشاه.
هذا الرجل غالبًا لا يكون سيئًا بطبعه، لكنه ضعيف أمام المواجهة.
يختار الطريق الأسهل الصمت، التبرير، أو الإنكار.
يظن أن إخفاء الحقيقة سيجنّبه الألم، غير مدرك أن الألم يتضاعف حين تُكتشف الحقيقة متأخرة. فالصمت هنا ليس حكمة،
بل هروب مؤقت من مسؤولية حتمية.
الزوجة الأولى، في الغالب، لا تتألم فقط من فكرة الزواج الثاني، بل من شعورها بأنها كانت آخر من يعلم، ومن الإحساس بأن الثقة التي بُني عليها العمر قد انهارت فجأة.
المواجهة الصادقة، مهما كانت قاسية، تبقى أرحم من الخداع.
أما الزوجة الثانية، فهي أيضًا ضحية في كثير من الأحيان تدخل علاقة غير واضحة المعالم، يحيطها الخوف والسرية، وتُحمَّل ذنبًا لم تصنعه وحدها، لأن الرجل لم يحسم أمره بشجاعة منذ البداية.
الرجل الذي لا يواجه زوجته الأولى، يعيش ممزقًا بين بيتين، وقلبين، وضمير لا يعرف الراحة.
يفقد احترامه لنفسه قبل أن يفقد احترام من حوله، لأن الرجولة لا تُقاس بعدد الزوجات، بل بالعدل، والصدق، وتحمل المسؤولية.
في النهاية، لا توجد حلول سحرية، لكن المواجهة الصادقة هي الخطوة الأولى لأي إصلاح.
فالحقيقة قد تُوجِع، لكنها وحدها القادرة على إنهاء دائرة الكذب، وفتح باب إما للتفاهم أو للفراق الكريم…
وكلاهما أكرم من العيش في ظل الخداع.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

