مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن سام أبو العرب

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر الإسلامية أن العرب هم ساميون وذلك جاء في حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” سام أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم ” ولكن هذا حديث ضعيف عند بعض العلماء، ولذلك لا يعتبر دليلا في المسألة، وأما عن سام بن نوح عليه السلام، فكانت أمه هي واغلة أو نعمة بنت لامك بن متوشائيل بن مهويائيل بن عيراد بن خنوخ بن قابيل بن آدم أبي البشر، وهى امرأة نبى الله نوح عليه السلام ولم يثبت اسمها، ولكن قيل ان اسمها والهة وقيل واغلة وقيل نعمة، وفي القرآن الكريم، يشار إليها على أنها امرأة نوح، وقد قيل إنها كانت كافرة وماتت غرقا في الطوفان مع ابنها كنعان لأنه هو الأخر كان كافرا ولأنهما رفضا ركوب السفينة، ولقد ضرب الله سبحانه وتعالى.

 

بها مثلا مع امرأة لوط في سورة التحريم حيث قال تعالى “ضرب الله مثلا للذين كفروا إمرأة نوح وإمرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين” ومعنى فخانتاهما فهنا الخيانة الزوجية مستحيلة هذه بإجماع العلماء، ولكن هذه خيانة دعوة، أي زوجها نبي كريم، معه دعوة من خالق السماوات والأرض، وأن الزوجة لم تؤمن بهذه الدعوة، فكانت خيانتها في الدين، وليس في الفاحشة، حيث كانت تسخر مع قومها الساخرين من نوح عليه السلام، فقال الله تعالى فى سورة الصافات “ونجيناهما وأهله من الكرب العظيم” ومعنى كلمة “من الكرب العظيم” فالمراد هو الغرق، والكرب، هو المكروه الذي لا تستطيع دفعه عن نفسك.

 

ولا يدفعه عنك مَن حولك حين تستغيث بهم، فإن كان لك فيه حيلة للنجاة فلا يُسمَى كَربا، ووصف الكرب هنا بأنه عظيم، لأنه جاء بحيث لا يملك أحد دفعه، فالماء ينهمر من السماء، وتتفجر به الأرض، ويغطي قمم الجبال، فأين المفر إذن؟ وقوله تعالى فى سورة الصافات “ثم أغرقنا الأخرين” وهو يعنى الكافرين، وكلمة الأخرين، هى إهمال لهم، واحتقار لشأنهم، ويقترن ذكر نبي الله نوح عليه السلام، بذكر الطوفان الذي حصل في ذلك الوقت، وهلك على أثره كل من لم يؤمن بنبى الله نوح عليه السلام، ومن بين من هلك ابنه الذي يروي القرآن الكريم قصته وكيف قد غرق رغم التجائه إلى جبل مرتفع، فقال الله تعالى.

 

“وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين، قال سآوى إلى جبل يعصمنى من الماء، قال لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم، وحال بينهما الموج فكان من المغرقين” فكانت تلك الحادثة محطة أخرى غيرت مجرى التاريخ وأحدثت فرقا في تاريخ البشرية، حيث لم يبق على وجه الأرض إلا من آمن بنبى الله نوح عليه السلام من أبنائه وذريته وبعض أهل قومه، ويعتبر النبي سام بن نوح من أهم الانبياء بديانة الصابئة المندائيين وقيل أنه تذكر عنه نصوص كثيرة بمخطوطات وكتب هذه الديانة الموحدة، وكان الابن الثالث من أبناء نوح عليه السلام هو حام، وهو الذي تناسلت منه شعوب القارة الأوروبية، ولقد تناسل منه كل من الأمازيغ والمصريين وقليل من اليهود.

 

 

الدكروري يكتب عن سام أبو العرب


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة