الدكروري يكتب عن قوم سدوم يأتون الرجال
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن قوم سدوم يأتون الرجال
لقد أرسل الله سبحانه وتعالي النبيين مبشرين ومنذرين، وبعث معهم الرسالات والمعجزات التي تؤيد صدق أقوالهم واتصالهم برب العالمين ووحيه، لكن أنبياء الله تعالى قوبلوا بالكفر والجحود من أقوامهم، وذلك للعديد من الأسباب، ومنها هو أنهم اعتادوا الإشراك بالله تعالى، وعبادة الأوثان أو غيرها، فثقل عليهم التوحيد، والسبب الآخر هو أن مصالح بعض الأقوام تتعارض مع الاستقامة والدين كالمصالح المادية وغير ذلك من الأهواء التي يفضلونها على طاعة الله ورضوانه، ومن بين الأنبياء الذين جاهدوا في سبيل الله محاولين أخذ أقوامهم إلى رضا الله وجنانه هو نبي الله لوط عليه السلام، وقد سكن قوم لوط منطقة سدوم في قرى الأردن، التي قيل إنها في مكان البحر الميت الآن.
وقد أرسل لهم الله تعالى رسالة التوحيد، مع نبيهم لوط عليه السلام، وهو ابن أخ إبراهيم الخليل عليهما السلام، فأرشدهم إلى التوحيد ودعاهم إلى طاعة الله ورضوانه، لكن أمر الله تعالى شُق عليهم، إذ كان من صفاتهم السيئة أنّ الرجال منهم يأتون الرجال على غير ما فطرهم الله تعالى، وكان من شريعة لوط عليه السلام ترك تلك الفاحشة والتوبة منها، لكن قوم لوط كرهوا ذلك وهددوا لوطا بإخراجه من قريتهم إن أصر عليهم، وينشغل العلماء والمنقبون في معرفة الموقع الذي سكنه قوم لوط، ولكن العديد من الإشارات تدل إلى أنه كان بالقرب من الأردن، وأن البحر الميت هو بحيرة لوط، وقد وجدت بعثة أمريكية حديثا أن منطقة تل الحمام في جنوب الأردن هي المنطقة المقصودة، وقد كانت تدعى سدوم.
وأن الحياة في هذه القرية توقفت فجأة، وهذا يدعم ما جاء في القرآن الكريم، أن يترك خلفهم آية تدل عليهم للعبرة والعظة، وقد تطلب هذا الاكتشاف مجهودا كبيرا زاد عن عشر سنوات من التنقيب، وأوضح المسؤول عن المهمة أن ما وجدوه هو عبارة عن أبراج، وبوابات لمعابد تطلبت آلاف العمال لبنائها، وأن هذه الآثار انقلبت وجها على عقب فجأة كأن كويكبا ارتطم بها وردمها بحجارته المتكسرة، لتغيب عن الأنظار لأكثر من خمسة وثلاثين قرنا، ولوط هو أحد الأنبياء الذين أرسلهم الله لهداية أقوامهم، وقد تم ذكره في الديانات السماوية الثلاثة، اليهودية، والمسيحية، والإسلامية، وذكر في الإسلام أن النبي لوط هو ابن أخ خليل الله إبراهيم عليه السلام، وقد آمن به وهاجر معه ليدعو أهل سدوم وعمورة.
فدعاهم إلى الله، ونصحهم بأن يهجروا ما هم عليه، وأنذرهم بعذاب الله وعقابه لهم إن لم يستجيبوا، وقد اتصف قوم لوط بعدة صفات مذمومة، ومنها قطعهم السبيل، فلم يتركوا مسافرا إلا نهبوه وسرقوه، كما أنهم اتصفوا بالشذوذ الجنسي، فكانوا يأتون الرجال شهوة دون النساء، ويجاهرون في ذلك ويشجعون عليه، بل أرادوا إخراج نبي الله لوط من القرية لأنه من المتطهرين الذين يرفضون مثل هذا الفعل، وحتى عندما حضرت الملائكة إلى بيت النبي لوط كي يخبروه بأمر الله في تعذيب قومه، وأمره بالخروج من بيته، وقد كانوا على هيئة شباب حسان المظهر، أتى قومه إليه يريدون بهم الفاحشة.
الدكروري يكتب عن قوم سدوم يأتون الرجال
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.