اخبار المحافظات

الصيد في مياة الدراما

الصيد في مياة الدراما

الصيد في مياة الدراما

بقلم : يوحنا عزمي

يتقن تنظيم الإخوان الصيد في المياه العكرة اكثر من أي شيء آخر ، لهم في هذا تاريخ طويل في اللعب علي التناقضات ، كل قطبين كبيرين كان بينهما الإخوان ..

الملك والوفد ، الضباط الأحرار وبعضهم البعض ، الخليج وعبد الناصر ، السادات والناصريين ، الحكومة والشعب ..الخ كل هؤلاء كان بينهم طرف ثالث يسعي بالوقيعة ويلعب علي التناقضات ..
هذا الطرف هو الإخوان …

في ضوء هذه المعرفة التاريخية بهم قرأت منشوراً موحداً نشره الذباب الإلكتروني للإخوان .. يقول المنشور ان المسلسل الضخم ( الحشاشين ) يسئ للشيعة عموماً ، للشيعة الإسماعيلية خصوصاً كون بطل المسلسل الرئيسي من دعاة الشيعة الإسماعيلية ..

في الحقيقة لم اشعر كمشاهد أن المسلسل يتعرض لعقائد أي فرقة إسلامية من قريب او من بعيد لا الشيعة الامامية ولا الإسماعيلية ولا أي فرقة إسلامية ..المسلسل كما تابعته يروي قصة ظهور اول تنظيم إرهابي في تاريخ الإسلام ، اول تنظيم أستخدم الإغتيال كوسيلة لإرهاب الخصوم وشق الجماعة وتحقيق الأهداف السياسية تصادف ان مؤسس هذا التنظيم كان ينتمي لفكرة معينة او لفرقة إسلامية معينة ، لكن العيب لم يكن في الفرقة التي ينتمي إليها.

الحلقات كما تابعتها تقدم قصة رجل استخدم العقيدة الدينية لتحقيق طموح شخصي ، واستخدم رغبة الناس في دخول الجنة في إرهاب خصومه وتخويف أعدائه ومنافسيه وبالتالي فالعيب
في الشخص وليس في الأفكار التي يدعو لها ..

ومسلسل الإختيار مثلاً عالجت حلقاته حوادث إرهاب تنظيمات التكفير في سيناء رغم انهم يدعون انهم مسلمون علي المذهب السني ، ولم يفكر احد ان مصر تهاجم المذهب الذي ينتمي إليه اغلبية الشعب والحكومة وصناع العمل نفسه ..

والمعني ان الدراما تجسد قصة شخص انحرف في فكره واصبح عبداً لذاته ولطموحه ولرغبته في الخلود بغض النظر عن مبدئه.

يقدم السيناريو في بداية الحلقات ايحاء لصفقة بين البطل والشيطان كما جسد الشاعر الألماني جوتة في مسرحيته الشهيرة (فاوست ) وبالتالي لايهم ديانة الرجل بقدر ما يهم أنه باع روحه للشيطان الذي يحمل معان وتفسيرات متعددة ، فهناك شيطان القوة او شيطان الشهرة ، او شيطان المجد ..الخ .

واظن ان هذه كلها معان واضحة ، ولكن الإخوان يحبون الصيد
في الماء العكر ، ولا يتوقفون عن نشر الكلام الفارغ ، يؤلمهم جداً
ان علاقة مصر بكافة الطوائف الدينية في العالم هي علاقة مودة ومحبة لأن مصر لم تعرف ابداً معني الطائفية ..

فمصر التي احتضنت الخلافة الفاطمية ثلاثة قرون هي التي تحولت خلال عام واحد لقاعدة مواجهة الصليبين بقيادة قائد سني هو صلاح الدين الأيوبي ، وهي في هذا وذاك كانت تستجيب لقدرها بانها اكبر حواضر الإسلام ، وأنه لا شبيه لموقعها ومكانها ، ولا نصر علي الصليبيين والتتار إلا من أرضها ..

يؤلم الاخوان ان أحفاد الفاطميين من انصار الأئمة المختلفين مازلوا يرون في مصر الأرض المباركة ، وان الأغاخان زعيم الشيعة النزارية واحد مشاهير العالم في الخمسينات اختا ان يدفن في مصر حيث توضع علي قبره وردة جديدة كل صباح منذ دفنه في الستينات وحتي الآن .. تماما كما ان طائفة البهرة تحرص علي زيارة مصر ومراقد آل البيت فيها والتبرك بارضها ..

واظن ان علاقات مصر بكل طوائف المسلمين في العالم ستزداد قوة في المستقبل ، وان احداً لن يلتفت لترهات الإخوان لأن المقصد من المسلسل واضح جدا كما هو واضح ان الإخوان يخافون من ربط الناس بين تنظيم الحشاشين الإرهابي وتنظيم الإخوان الإرهابي الذي سار مؤسسه حسن البنا علي نهج مؤسس الحشاشين وبني تنظيمه علي غرار تنظيم الحشاشين واستخدم الاغتيال كما فعل الحشاشين وقسم أعضاء تنظيمه لمراتب أربعة نقلاً عن الحشاشين وسمي نفسه الإمام اقتداء بزعيم الحشاشين ، وأطلق علي جماعته اسم الدعوة كما فعل مؤسس الحشاشين .. الإخوان يريدون تشتيت انتباه الناس عنهم .. ولكن الناس تعرف كل شيء.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

مقالات ذات صلة