” الغطرسة ونهاية الدبلوماسية الدولية “

” الغطرسة ونهاية الدبلوماسية الدولية “
دائما ً ما تغلف سياسات الدول المعلنة وخططها المستقبلية بغلاف دبلوماسي يعكس براعه الدول فى تجميل الرؤى للمستقبل يصف ولا يشف قدرات تلك الدول على التحرك بين الممكن والمستحيل.
الحقيقة لا توجد دول بلا خطط أو تخطيط مستقبلى لنفسها أو لغيرها وكلما زادت قوة الدول زادت معها مساحة التخطيط الاستراتيجى لمحيطها الاقليمى والدولى لتنتقل من دولة مهتمة بشؤونها الى دولة فاعلة ثم دولة مؤثرة ثم دولة قادرة على تغيير واقعها الاقليمى والدولى .
إن مهمة التخطيط العالمى الاستراتيجى الان تقع تحت رايات الدول العظمى والتكتلات الدولية وفى المقابل تعمد الدول ذات التاثير الاقل الى التحالفات الاقليمية فى محاولة مستميتة الى تغيير ذلك التخطيط او تقليل تأثيره على الاقل عليها.
بينما نرى العالم اليوم يتحرك بأوراق مكشوفة وبسياسات لا تحمل أى نوع من التجميل الدبلوماسي ظهر ذلك جلياً فى حرب غزة وضرب ايران وسوريا ولبنان واليمن والسودان وفينزويلا ومساندة أوكرانيا علنا ضد روسيا .
أطفال تذبح ومبانى تهدم وخدمات تمنع وبنيه تحتية تزال من الوجود أمام العالم بينما تعلن الدول العظمى مباركتها لتلك التصرفات بلا أى تجميل أو محاوله للتجميل .
حتى تحرك المارد الشعبى لتلك الدول ذلك المواطن البسيط الذى رأى ان الامر أصبح فجاً لا يسكت عليه . هنا فقط إنتبه قادة تلك الدول المتغطرسة الى أن عروشهم وشعبيتهم بدأت فى الإهتزاز .
ضغطت الشعوب على القادة فبادروا بعد تدمير كل شيئ الى وقف اله الدمار فى غزة مؤقتاً مع بعض التجميل فى المشهد لكن خططهم مستمرة لم يدخل من المساعدات الا ما سمحت به الدولة المعتدية ولم تبداً اعادة الاعمار وطالبت بالمستحيل إنهاء المقاومة ونزع سلاح حماس لكى تلتزم بمجرد وقف إطلاق النار .
إن العمليات لم تتوقف بشكل كامل على الارض بل هى من يقررأن العمل العسكرى يعتبر خرقاً لوقف إطلاق النار او دفاعاً عن النفس بينما تبارك الدول العظمى كلا الموقفين .
تلك السياسات المكشوفة كشفت قبح الوجه المسيطر على العالم الان وأوصلت رساله الى الجميع مفادها أننا نستطيع أن نفعل ما نريد دون مراعاه لأى أحد مصالحنا هدفنا دون اى تجميل وسنحصل علية دون مراعاه للاخرين
نفرض الضرائب على وارداتنا فقط لاننا دولة عظمى وبنسب نحسبها نحن . نغير اسماء الممرات المائية . نمر منها دون أن ندفع الرسوم المقررة نشيطن من نراه عدونا ونقرب من نراه حليفاً .
على الجميع أن يدفع لمجرد القرب والحماية وحتى هذه لم تعد مضمونه فقد يستيقظ العالم ليجد أن الحماية رفعت وأنك هدف ( ما حدث لقطر ليس ببعيد ) أن أراضيك منتهكه وحذارى من إتخاذ أى موقف عدائى عليك أن تستمر فى الطاعة .
الحقيقة تلك السياسات الفجة ستقود العالم إلى رفع أقنعة الدبلوماسية والكلام بوضوح وقح ,الأمر الذى يعنى تأصيل لمبدأ القوة فقط والبقاء للأقوى عسكرياً .
هنا سيسعى الجميع للإعتماد على مصادر القوة لتأمين دولته ومقدراتها وسينهار النظام العالمى وسيتحول الى صراع عسكرى علنى تكون بعده نهاية الارض .
إن العالم اليوم فى مفترق الطرق دول تعربد فى العالم دون مراعاه لأى أعراف دولية وأخرى تتحرك بغطاء تلك الدولة ومباركة الأوروبيون حتى ظن زعيم تلك الدولة اللقيطة أنه فى رسالة سماوية وأنه منوط بالحرب عن أوروبا وعليهم ان يقدروا ما يفعل .
إن الاوراق المكشوفة والبجاحة السياسية ستفضى بالعالم الى فقدان الامل فقدان الثقه بما تقدمه تلك الدول المتغطرسة من ضمانات أو حماية أو عهود حينها فقط سينهار كل شيء .
وسيسقط شرطى العالم تحت أقدام الشرفاء المقهورين ومن قبلهم اللصوص الكثيرة الغير مستفيدة من ذلك النظام تلك حادثة تكررت كثيراً فى التاريخ .
تلك نهاية حضارة وغروب شمس هيمنه العالم تبدأ الامم صغيرة ثم تنمو ثم تزدهر ثم تعلو ثم تنفع بعلمها فيتجمع العالم من حولها ثم يصيبها داء الغرور ثم تتجبر ثم تصبح اله للبطش والقهر وتزول هيبتها ثم تتفكك ثم تنهار وتصبح نسيا منسياً .
نحن الان فى طور زوال الهيبة من الدول نحو المارد الامريكى بعد القرارات الغير مدروسة . والتى قوبلت بإجراءات مضادة كما حدث فى الضرائب الامريكية على الصين والهند واوروبا الامر الذى قوبل بالمثل .
ستدافع امريكا عن بقائها وسيسرع الاعداء بوتيرة سقوطها القادم لا محالة وسينهار النظام العالمى الى فوضى عارمة بعده سيعاد ترتيب العالم من جديد بقوى جديدة وادوار جديدة تؤرخ فقط للمنتصر . حفظ الله مصر من كل شر وسوء .
” الغطرسة ونهاية الدبلوماسية الدولية “
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
				

