
القايمة أمان للزوجة .. أم سبب انهيار للزيجة ؟ .
القايمة حق أم ابتزاز
“القايمة باب ابتزاز بعد الجواز ” ، ” من حقي كأب أضمن حق بنتي ” وغيرها من الاتجاهات المتعارضة التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي ، فمن لديه الحق ؟
نجد فى الوقت الحالي أن هناك العديد من الخطوبات التي لا تكتمل خاصة في الريف المصري وقرى الصعيد بسبب ” القايمة ” التي تعد من أكثر القضايا التي تشعل الخلافات بين العائلات تنهار بسببها خطوبات وزيجات لم تبدأ بعد ، يختلف مفهومها من طرف إلى آخر بالنسبة لوالد العروسة تعد وثيقة أمان وحفاظ لحق ابنته مع غلاء الأسعار فكم من مرة نسمع أن أب يبيع قطعة أرض أو يترك خلفه الديون لجهاز ابنته ، ومن ناحية أخرى نجد أن العريس قلق من كتابة ” القايمة ” خاصة أن هناك العديد من حالات الطلاق في الوقت الراهن فيرى أنها قيد وتهديد له .
مفهوم القايمة
قائمة المنقولات أو ما يُطلق عليه فى العرف المصري بـ ” القايمة “، هى بمثابة عقد من عقود الأمانة ، التي نص عليها قانون العقوبات لأجل ذلك وجب على الزوج أن يقر بأنه استلم القائمة الزوجية على سبيل الأمانة وأنه ملتزم بشكل صريح بردها متى طلب منه ذلك ، ويتم توضيح وحصر تلك المنقولات والزوج يقوم بالتوقيع عليها .
رأي الدين والقانون
أكدت دار الإفتاء المصرية إنه لا حَرَجَ شرعاً في الاتفاق على قائمة المنقولات الزوجية ( قائمة العَفْش ) عند الزواج ، وأضافت ” فلا بأس بالعمل بها على كونها من المهر قال تعالى ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهنَّ نِحْلَة ﴾ [ النساء: 4 ] والمرأة إذا قامت بإعداد بيت الزوجية في صورة جهازٍ ، فإن هذا الجهاز يكون مِلكاً للزوجة ملكاً تامّاً بالدخول وتكون مالكة لنصفه بعقد النكاح إن لم يتم الدخول ” .
والقانون المصري يضمن دائما حق الزوجة في العفش ، ويعرض الزوج نفسه للحبس في حالة رفض رد المنقولات ، فالقايمة لا تعد فقط ورقة ولكنها بمثابة مستند رسمي يحذر الزوج من أي تلاعب أو إنكار للأمانة .
مشكلات نفسية
بحسب دراسة مصرية صدرت في مارس ٢٠٢٣ بعنوان “Psychological Stress and Its Relation to Marital Compatibility among Early Married Couples” “الضغوط النفسية وعلاقتها بالتوافق الزواجي لدى الأزواج المتزوجين مبكرًا ” وجد الباحثون أن المستويات الاقتصادية المرتفعة المبكرة ، بما في ذلك دفع “مهر” مبالغ فيه أو تجهيز جهاز كبير تؤدي إلى زيادة ضغوط نفسية لدى الزوجين ، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة العلاقة الزوجية والتفاهم بين الطرفين .
فعلى الرغم من أن ” القايمة ” وثيقة ضمان أصبحت في وقتنا الحالي هي وسيلة رعب للمقبلين علي الزواج ينتج من خلفها توتر بين الطرفين وانهيار خطوبات وزيجات وكسر قلب عدد كبير من الفتيات ، قد يكون العريس ليس لديه القدرة الفعلية للامضاء عليها في الوقت الذي يطلب فيه والد العروسة بالإمضاء على ” قايمة ” عالية بشكل مبالغ فيه ، أو بسبب خلافات أخرى تجعل العريس يتخذ من ” القايمة ” عذرا لفسخ الخطبة أسباب كثيرة ينتج عنها جملة تنهى كل شئ ” مش هنكمل ” .
هذه من أبرز القضايا انتشارا فى وقتنا الراهن هناك العديد والعديد من الزيجات التي تنهار بسبب ” القايمة ” في النهاية دائما يسعى الأب إلى ضمان حق ابنته وهذا شئ معتادا فمن لا يريد حماية ابنته ، وفي الجانب الآخر الشاب يبذل الكثير من الجهد لكى يستطيع أن يتم زيجة في الوقت الحالي الذي يعاني منه كثير من الشباب ، فليس من السهل أن يمضي على ورقة بمثابة قيد له فلا أحد يعلم ماذا بعد الزواج وفي أي ظروف سيقع كلا منهم بها ، هل الزوج لديه الحق ؟ أم والد العروسة لديه الحق ؟ لا أحد يعلم .
ولكني أرى أن الزواج أكبر من قايمة تكتب بين طرفين نعم من حق الأب ضمان حق ابنته ومن حق الزوج ضمان حقه ، فلابد من التفاهم بين الطرفين بشكل يليق والوصول إلى حل يرضي كل منهم ويتم تدوين المنقولات التي قامت العروس بشرائها دون إضافة أشياء لم تشتر بعد ودون المبالغة أو المغالاة التي تؤدي فى النهاية إلى انهيار علاقة من قبل أن تكتمل .
القايمة أمان للزوجة .. أم سبب انهيار للزيجة ؟ .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.