تشكيل عصابي في قبضة الأمن.. سرقات المواقع تحت الإنشاء تكشف شبكة من “العاطلين” وسوقًا خفيًا للكابلات
كتبت رنيم علاء نور الدين
تشكيل عصابي في قبضة الأمن.. سرقات المواقع تحت الإنشاء تكشف شبكة من “العاطلين” وسوقًا خفيًا للكابلات
كتبت/ رنيم علاء نور الدين
لم يتوقع سكان التجمع الأول أن الأعمال الإنشائية المتوقفة ليلًا تتحول إلى مطمع لتشكيل عصابي وجد ضالته في غياب الحراسة. فبينما بدت المواقع تحت الإنشاء خاوية، كان شابان عاطلان يخططان بعناية لاستغلال “لحظة المغافلة” لسرقة ما خف وزنه وغلا ثمنه.
القضية بدأت عندما رصدت الأجهزة الأمنية بالقاهرة الجديدة تحركات مشبوهة في محيط عدد من المواقع تحت الإنشاء. المعلومات الأولية كشفت عن نشاط إجرامي لشخصين لهما سوابق جنائية، اعتادا الدخول إلى تلك المواقع متسلحين بأدوات بدائية، لكنها كافية لانتزاع الكابلات الكهربائية والمعدات الصغيرة.
بمداهمة موقع مشتبه به، تمكنت القوات من ضبط المتهمين متلبسين وبحوزتهما أدوات القطع وكمية من الكابلات. اعترافاتهما جاءت لتكشف شبكة أبعد من مجرد لصين؛ فقد أوضحا أنهما اعتادا بيع المسروقات لشخص ثالث، عاطل بدوره، معروف لدى الأهالي بسمعته السيئة، وله سجل جنائي سابق. هذا الأخير كان بمثابة “تاجر الظل” الذي يستقبل البضائع المسروقة ليعيد بيعها في السوق السوداء.
المفاجأة لم تكن فقط في قيمة المسروقات، بل في طريقة تنفيذ الجريمة. فالمتهمان اعترفا بأنهما كانا يترصدان المواقع ليلًا، ينتظران لحظة انشغال العمال أو حراس الأمن، ثم يتسللان بسرعة لاقتطاع الكابلات وإخفائها داخل حقائب أو سيارات قديمة مستأجرة. “الأمر لم يكن يحتاج سوى دقائق”، هكذا برر أحدهما أمام المحققين، في إشارة إلى سهولة الاستيلاء على تلك الممتلكات لغياب الرقابة الكافية.
النيابة واجهت المتهمين باعترافاتهما، وقررت حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيق، فيما يخضع المتهم الثالث للتحقيق بتهمة شراء مسروقات عن علم، والمشاركة في إخفاء الأدلة.
القضية فتحت باب التساؤلات حول حجم الخسائر التي تتكبدها شركات المقاولات جراء تلك السرقات، وأيضًا عن دور “سوق الكابلات” غير المشروع الذي يجد دائمًا من يغذيه بمسروقات تتحول في لمح البصر إلى تجارة تدر أرباحًا على مجرمين يطلقون على أنفسهم “عاطلين”
تشكيل عصابي في قبضة الأمن.. سرقات المواقع تحت الإنشاء تكشف شبكة من “العاطلين” وسوقًا خفيًا للكابلات
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.