مقالات ووجهات نظر

ثم ماذا ثم أكتب الأشياء كما هي ..

د /احمد خليفة

ثم ماذا
ثم أكتب الأشياء كما هي ..
لا أريد إصلاحها .. أو تجميل صورتها .. أدعها كما هي .. يحجمها الطبيعي .. بصورتها الحقيقية ..
بتفاصيلها التي لا تشد انتباهي .. بحماسي الذي تلاشي .. بعاطفتي التي هدأت..
بروحي التي لم تعد مشتعلة كما كانت ..
أعرفني جيدا حين تسكنني الحياة وحين تغادرني مثلما تغادر الروح جسد من كانت تسكنه ..
أعرفني جيدا حين تبصر روحي حقيقة شيئا ما لا ألتمس له العذر بل أراه كما هو يسوء منظره .. وبشاعة النظر إليه .. أعرفني جيدا حين تدير روحي ظهرها إلى الأبد رغم بقائها في المكان ذاته ..
أعرفني جيدا حين تصلني الأشياء التي كنت انتظرها في توقيت متأخر حين يفقد شعوري حماسه ..
أفكر في قلبي الذي يعرفني وأعرفه .. في روعته .. دهشته .. محبته حنانه “
وكأنه مدفأة أيامي الباردة .. مدى اتساعه ومساحته على الكثيرين ..
إنه قلبي .. بطل حياتي الخارق .. صانع مسراتي الصغيرة .. يقاوم كي لا تفارقني الدهشة . يجدد روحي بطريقته التي لا تؤلمني ..
يرسم الضحكات التي تملاً جسدي ..
يصنع الكثير من الحب الذي تغرورق له العيون بهجة ..
إنه قلبي .. رغم اتساعه فإنه يضيق ويرحل ..
في شعوره بالبخل فيما يأتي إليه ..
في شعوره بالإهمال فيما يقدم من أجله
في شعوره بأنه مجبر بما يفعله …
في شعوره بأنه الذي يحاول فحسب ..
في شعوره بأن ما يصنع لأجله واجبا وليس حبا ..
في شعوره بأنه على الهامش وليس من الأولويات ..
في شعوره بأن ما كان يتوق إليه أصبح عاديا ..
في شعوره بأنه الأكثر من يجيد الإستماع والتخطيط ..
في شعوره بأنه الطرف الذي يتنازل دائما ..
في شعوره بمقاومته وكأنه في ساحة حرب لا يعلم متى ستنتهي ..
في شعوره حين تنشغل الأشياء عنه رغم بقائه بجوارها ..

إنه قلبي .. يفعلُ الكثير الآن ويجيد المحاولات حتى تنفذ منه الحلول إنه قلبي ..
الذي يحب أثره الطيب على الآخرين ..
أن يكون مخلدًا في أرواحهم ..
حين تصلهم سعادتي بصوتها المرتفع ..
أما حزني القديم فهو لي وحدي ..
المؤكد لست جسدا فحسب بل روحا سيجدني من أحببتهم يوماً في الأشياء من حولهم ليس بتواجدي معهم بل حين اغادرهم فحسب ..
هكذا الإنسان لا ينتبه إلى ما يمتلكه إلا حين تنازعه روحه عليها من شدة ألم هذا الفراق
إنه قلبي .. في شغفه .. في اندفاعه .. في اتساعه .. في سعادته .. في ضحكته .. في دهشته .. في بهجته .. في بؤسه .. في حزنه .. في خيبته .. في ألمه .. في تعبه .. في بقائه حتى رحيله .


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة