جريمة تحرّش في قليوب والمتهم أمام العدالة
بقلم: رنيم علاء نور الدين
لم تكن اللقطة مجرد فيديو عابر على مواقع التواصل الاجتماعي،
بل شهادة حيّة على واقعة تحرّش حدثت في وضح النهار. فتاة تخرج من أحد المعاهد بدائرة قسم شرطة قليوب، تمضي في طريقها كأي يوم اعتيادي، قبل أن يقترب منها شخص يستقل دراجة نارية، ويعتدي عليها لفظيًا وجسديًا، ثم يلوذ بالفرار، تاركًا خلفه غضبًا عامًا وانتشارًا واسعًا للمقطع المصوّر.
داخل أروقة مديرية أمن القليوبية، وتحت إشراف اللواء أشرف جاب الله مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، بدأت التحركات الأمنية فور رصد الفيديو المتداول.
المعلومات وصلت إلى اللواء محمد السيد مدير الإدارة العامة لمباحث القليوبية، واللواء وائل متولي رئيس مباحث القليوبية، من المقدم وائل عابدين رئيس مباحث قسم شرطة قليوب،
بعد رصد منشور مدعوم بمقطع الفيديو الذي وثّق الواقعة لحظة بلحظة.
قاد المقدم وائل عابدين فريق الفحص، بمعاونة النقيب عبدالحميد جندية، والنقيب مكسيموس ماجد، والنقيب محمد خضر، والنقيب سيف الخرجاوي.
وبالتحليل الدقيق للمقطع المصوّر وتتبع تفاصيله، نجحت الأجهزة الأمنية في تحديد هوية الشخص الظاهر بالفيديو، وتبين أنه يُدعى “محمد. س”، يعمل نجارًا.
وبعد تقنين الإجراءات القانونية، تم ضبط المتهم.
وبمواجهته بالأدلة، لم يجد مفرًا من الاعتراف، فأقر بارتكابه الواقعة على النحو الذي أظهره الفيديو المتداول، لتتحول الثواني المصوّرة إلى دليل إدانة لا يقبل الشك.
جرى تحرير محضر بالواقعة، وأُحيل المتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق،
وقررت حبسه أربعة أيام على ذمة القضية، في تأكيد واضح على أن مثل هذه الجرائم، مهما بدت لحظية، لا تسقط بالتجاهل ولا تمر دون حساب.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل أصبح انتشار الكاميرا هو الرادع الحقيقي لجرائم التحرش؟
أم أننا ما زلنا نحتاج إلى وعي مجتمعي أعمق قبل أن تتحول الشوارع إلى أماكن آمنة فعلًا؟
جريمة تحرّش في قليوب والمتهم أمام العدالة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
