
“رصاص بسبب خلاف جيرة”
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في إحدى القرى الهادئة التابعة لمركز قنا، لم يتوقع أحد أن خلافًا بسيطًا بين الجيران سيتحوّل إلى ليلة تُنقل فيها الدماء إلى أبواب المستشفى، ورصاص يُطلق وسط بيوت اعتادت هدوء المساء أكثر مما تعتاد أصوات السلاح.
بدأت الحكاية عندما تلقى مركز شرطة قنا بلاغًا من إحدى المستشفيات. البلاغ كان واضحًا ومفزعًا:
شخصان مصابان برش خرطوش متفرق في أنحاء الجسد.
التحقيقات الأولية كشفت أن الأمر لم يكن كمينًا أو جريمة ثأر كما ظن البعض في البداية
بل مجرد مشادة كلامية بين جيران. كلمات مشحونة، غضب متراكم، ثم تطورت الأمور أسرع مما تصور أي طرف.
في لحظة واحدة تحولت المشادة إلى مشاجرة حقيقية بين الطرف الأول — الشابين المصابين — وبين ثلاثة عاطلين من نفس المنطقة.
لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى أشهر أحد المتهمين بندقية خرطوش، كانت مخبأة كأنها تنتظر تلك اللحظة.
لم يكن هناك تحذير. لم تكن هناك محاولة للتهدئة. فقط صوت الانفجار القصير الذي ملأ الشارع، ثم صرخات المصابين وهم يسقطون على الأرض والدماء تغطي ملابسهم.
انتقلت قوات الأمن بسرعة إلى موقع البلاغ.
وخلال ساعات، تم ضبط المتهمين الثلاثة ومعهم السلاح المستخدم في الاعتداء.
وبسؤالهم لم يحاولوا الاختباء خلف روايات طويلة… اعترفوا بما فعلوه، مؤكدين أن المشاجرة خرجت عن السيطرة.
النيابة العامة تولت التحقيق، والإجراءات القانونية اتُّخذت في واقعة جديدة تُطرح فيها الأسئلة ذاتها كل مرة: كيف يمكن لخلاف جيرة بسيط أن ينتهي بسلاح ناري؟
وإلى أي مدى أصبح الغضب أسرع من العقل… والرصاصة أسرع من الكلمة؟
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


