
( قرأت لك )
شخصيات صنعت التاريخ
( 11 ) حسن الصباح ( الحشاش )
اسم لا يعرفه الكثيرون . لكن يعرفون الفرقة التي أسسها لتنفيذ عمليات الاغتيال ما بين القرن الحادي عشر والثالث عشر الميلاديين . وانتشرت في بلاد فارس أيران اليوم وفي بلاد الشام وهي فرقة الحشاشين . التي تم تحويرها في اللغات الأوروبية إلي أساسين ( Assassin ) والتي أصبحت تستخدم فقط تعبيرا عن الاغتيالات .
ولد حسن الصباح في إيران في طهران . ويقال إنه ولد في مدينة ( قم ) المقدسة لدى الشيعة . وهي معقل الشيعة الإثنى عشرية .
وقد انتقلت أسرة الصباح إلي مدينة ( الري ) بالقرب من طهران . وكانت مركزا لدعاة المذهب الإسماعيلي ( الشيعي ) وهنا تعرف حسن الصباح علي بعض دعاة هذا المذهب . فتحول من العقيدة الإثني عشرية إليه . وسافر بعدها إلي الشام وبغداد ومصر . التي كانت فاطمية شيعية آنذاك وأصبح داعيا .
وعاد إلي أصفهان في إيران لنشر دعوته واعتكف في قلعة شديدة المنعة والقسوة تسمي عش الصقر . ترتفع إلي 6 آلاف قدم فوق البحر ويصعب الوصول إليها إلا عن طريق ممر ضيق . وظل هناك 35 سنة ولم يغادر منزله فيها إلا إلي السطح
لنشر دعوته . وكانت القلعة تسيطر علي واد فسيح خصب . واستطاع جمع عشرات الآلاف من الأتباع . سيطروا علي القلاع المجاورة وكان يتم تدريبهم عسكريا ولغويا
لإتقان لغة الأعداء الذين سينخرطون في داخلهم ليتمكنوا من اغتيالهم بخناجر مسمومة .. عاصر الصباح الشاعر عمر الخيام
كان معظم ضحايا الصباح من الصليبيين الذين كانوا يسيطرون علي المنطقة ويحكمونها . فاغتال أتباعه الكونت ( ريمون الثاني ) حاكم طرابلس عام 1129 م
ثم ( الماركيز دي مونت جرات ) ملك بيت المقدس . بيد قاتل تخفي بزي راهب .
واغتالوا حاكم أنطاكيا في كنيسة عام 1213م . وحاولوا اغتيال صلاح الدين لأنه كان يلاحقهم . لكنهم اغتالوا ( الأفضل ) قائد الجيوش الفاطمية في مصر . وكان الناس يكرهونه . كما قتلوا الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله ) وأثنين من الخلفاء العباسيين . ووقف لهم الوزير الفاطمي المأمون بالمرصاد . حيث رصد أسماءهم وأماكن إقامتهم ..
عاش حسن الصباح حياة غاية في التقشف في القلعة . عكس ما وصفه الرحالة ( ماركوبولو ) . الذي أشاع فكرة تعاطي الحشيش بين أتباع الصباح . لكن المؤرخين يرجعون التسمية بالحشاشين إلي اكتفاء الأتباع بأكل عشب الأرض أو الحشيش
كانت نهاية حسن الصباح بمرض شديد حيث توفي عام 1124م 518هـ
لكن الحشاشين استمرت أكثر من قرن بعد موته . حتي قضي عليها المغول في إيران بسقوط قلعة الموت الشهيرة . وحتي أنهي الظاهر بيبرس سطوتهم علي الشام
( قرأت لك )
شخصيات صنعت التاريخ
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.