مقالات ووجهات نظر

صحوة  لماذا أفسدت القاهرة حفلة دفن حماس ؟

بقلم /أحمد الفاروقى

صحوة

لماذا أفسدت القاهرة حفلة دفن حماس ؟

صحوة

لماذا أفسدت القاهرة حفلة دفن حماس ؟

العرب غاضبون من مصر غضب مكتوم، لكنه حاضر في الكواليس. فالقاهرة في نظر كثيرين ـ أفسدت “الفرصة التاريخية” للتخلّص من حماس. كان المطلوب أن تنتهي الحرب ببيان إسرائيلي أمريكي واحد: لا مقاومة بعد اليوم. لكن مصر رأت ما وراء اللحظة، رأت أن سقوط حماس بهذه الطريقة لن يُنهي الصراع بل سيُطلق فوضى جديدة على حدودها، ويفتح غزة لميليشيات عشوائية أو وصاية إسرائيلية كاملة. لذلك اختارت القاهرة أن تُنقذ التوازن لا الحركة، وأن تُمسك بزمام ما تبقّى من عقل في طاولة تملؤها شهية الانتقام حتى من الأشقاء.

حين وصلت المفاوضات إلى بند السلاح، أرادت إسرائيل “نزع السلاح”، لكن القاهرة قلبت المعادلة بذكاء وقدّمت بديلاً لغويًا وسياسيًا: تجميد السلاح. والفرق بين “نزع السلاح” و“تجميده” لم يكن لغويًا بل وجوديًا. فالنزع يعني الاستسلام الكامل وتجريد حماس من شرعيتها وحقها في الدفاع، بينما التجميد يعني تعليق الاستخدام دون التنازل عن الملكية، أي بقاء السلاح تحت السيطرة لا في يد العدو. بهذا التعبير الذكي، منعت القاهرة مشهد الإذلال، وأبقت على ما يكفي من رمزية القوة ليُقال إن غزة هدأت… ولم تُهزم.

كان هذا القرار مكلفًا. غضبت عواصم عربية كانت ترى أن الوقت حان لدفن الحركة، وضاقت واشنطن بإصرار القاهرة على استقلال قرارها. لكن مصر لم تكن تُدافع عن حماس، بل عن معادلة المنطقة نفسها. رفضت أن تتحوّل غزة إلى فراغٍ أمنيٍّ جديدٍ على شاكلة بغداد، أو إلى ورقة تفاوض تُدار من تل أبيب. اختارت أن تبقى الوسيط لا المنفذ، والضامن لا التابع.

وهكذا خرجت من اتفاق شرم الشيخ وهي تمسك بخيوط الملف كاملة:

إسرائيل لم تنتصر، حماس لم تُهزم، وغزة لم تُسلَّم.

أما القاهرة، فبذكائها وحده، أنقذت الهدنة… وأفسدت حفلة الدفن . لا يعى البعض حتى الان ان القادم صعب بل صعب للغاية إن لم توضع أسس التفاوض بشكل عقلاني فضياع الكرامة سيكون للجميع .

 

صحوة
لماذا أفسدت القاهرة حفلة دفن حماس ؟

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading