مقالات ووجهات نظر

عظيم يفتقده الفقير .

بقلم : رضوى عادل البيه .

عظيم يفتقده الفقير .

عظيم خلف رحيله حزن دفين لدى الجميع كان يؤدي مهتمه على أكمل وجه غير عابئ ولا ساعي إلى الحصول على الأموال من خلالها قائلا في تصريحات صحافية سابقة له : « أعطتني الدنيا أكثر مما أتمنى وأكثر مما أستحق ومن غير الممكن أن أترك أحداً يموت من الوجع » .

استطاع الإعلام أن يسلط عليه الضوء ويبرز لنا شخصية عظيمة استطاعت أن تترك أثر في قلوبنا وخاصة الفقراء كان يعتاد يومياً على النزول مبكراً وتوزيع الطعام على الفقراء في الشارع حاز على مكانة خاصة في قلوبهم حتى أطلقوا عليه ” طبيب الغلابة ” .

« طبيب الغلابة » الذي تأثر بموقف وفاة طفل بين يديه لعدم قدرة والدته على شراء الدواء له وهنا كانت نقطة التحول في حياته الطبيب فضلا عن وصية والده الراحل له بخدمة الفقراء وعلاجهم بدون مقابل مراعاة لظروفهم وإكمالا لمسيرة بدأها قبل أكثر من ٤٠ عاما .

 الراحل محمد مشالي المعروف ب ” طبيب الغلابة “كان طبيبا يمارس عمله في ريف مصر ويعالج الفقراء من خلال عيادة صغيرة في طنطا وبأجر رمزي 10 جنيهات ولد محمد عبد الغفار مشالي في قرية ” ظهر التمساح ” ، بمركز إيتاي البارود ، بمحافظة البحيرة ، في دلتا مصر عام 1944.

وإلتحق مشالي بكلية الطب بجامعة القاهرة وتخرج منها عام 1967 متخصصا في الأمراض الباطنية ” الطب العام ” والحميات والأطفال وإنتقل مع أسرته للإقامة بمدينة طنطا بمحافظة الغربية ، طبيب يغلب على قلبه الإنسانية وإن كانت وسائل الإعلام سلطت عليه الضوء مؤخرا كان مكرس حياته من أجل الفقراء وتردد بداخله جملة أساتذته في كلية الطب بالقصر العيني كانوا يقولون لهم من لا يريد إمتلاك عمارة أو عزبة فعليه بالعمل في القرى ؛ ليكسب دعوات الفقراء وهذه أعظم المكاسب .

مضيفا أنه كان يسمع دعوات الغلابة والفقراء له بأذنيه، وكان يتحصن بها طيلة حياته .

طبيبا نشأ في أسرة فقيرة وسعى لمساعدة جميع الفقراء ليعلمنا جميعا معنى الإنسانية ظل مشالي طيلة عقود يتقاضى أجرا زهيدا مقابل علاج زبائنه وهو خمسة جنيهات مصرية ولا يقبل مساعدات ولا عروض من أحد عرفه الناس مؤخرا لكنه استطاع في فترة قصيرة أن يضع بصمة محبة في قلوب الجميع ونجح في أن يسجل اسمه بحروف من نور في قلوب المصريين بعد أن أفنى حياته في خدمة الفقراء .

 ولفظ أنفاسه الأخيرة ورحل عن عالمنا عام (1944 – 28 يوليو 2020) عن عمر يناهز ٧٦ عاما أفناهم في العطاء هؤلاء هم من يستحقون حقا الدعاء وتسليط الضوء عليهم والبحث عن مثل هؤلاء العظماء رحل عنا طبيب الغلابة لكنه أثاره ما زالت موجودة في قلوب الجميع رحل وعسى أن يأتي طبييب غلابة آخر .

عظيم يفتقده الفقير .


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading