في ذكرى رحيله الخامسة سمير الإسكندراني "الثعلب المصري" الذي جمع بين الفن والبطولة
كتبت / مريم مصطفى

في ذكرى رحيله الخامسة سمير الإسكندراني “الثعلب المصري” الذي جمع بين الفن والبطولة

تحل اليوم، 13 أغسطس 2025، الذكرى الخامسة لرحيل الفنان الكبير سمير الإسكندراني، الذي غادر عالمنا في مثل هذا اليوم عام 2020، تاركًا إرثًا فنيًا ووطنيًا استثنائيًا قلّ أن يجتمع في شخص واحد. في ذكرى رحيله الخامسة سمير الإسكندراني “الثعلب المصري” الذي جمع بين الفن والبطولة
ولم يكن الإسكندراني مجرد مطرب موهوب وصاحب صوت مميز، بل كان أيضًا بطلًا من أبطال الظل الذين سطروا أسماءهم بحروف من نور في تاريخ المخابرات المصرية.
وُلد سمير جلال الإسكندراني في 8 فبراير 1938 بحي الغورية العريق في قلب القاهرة، وسط أسرة متوسطة الحال.
وكان والده تاجرًا يهوى الأدب والموسيقى، وهو ما انعكس على نشأة نجله، فكبر محاطًا بالأغاني والقصص، ما صقل ذائقته الفنية منذ الصغر.
و أظهر الطفل سمير شغفًا بالغناء والطرب، وبدأ يشارك في الحفلات المدرسية، حاملاً معه حسًا وطنيًا عميقًا ظل ملازمًا له طوال حياته.
في أواخر الخمسينيات، دفعه طموحه للسفر إلى إيطاليا لدراسة الفنون الجميلة بجامعة بيروجيا.
وهناك، لمع اسمه كمطرب شاب متعدد اللغات، يجيد التواصل مع مختلف الثقافات.
لكن القدر كان يخبئ له دورًا أكبر من الغناء، حين اقترب منه شخص أبدى إعجابًا بفنه، وتبين لاحقًا أنه عميل للموساد الإسرائيلي، حاول استقطابه للعمل لصالحهم، مستغلًا قدراته اللغوية وصلاته الاجتماعية.
الإسكندراني لم يتردد في العودة إلى القاهرة، حيث أبلغ المخابرات العامة المصرية بتفاصيل ما جرى.
وبعد لقائه بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تم الاتفاق على أن يلعب دور الجاسوس المزدوج، فيوهم الموساد بأنه يعمل معهم بينما يمد المخابرات المصرية بمعلومات دقيقة.
بذكاء نادر وشجاعة استثنائية، نجح في الإيقاع بشبكة تجسس إسرائيلية كاملة، وأحبط مخططات خطيرة كانت تستهدف أمن مصر، ليصبح أحد أبرز من ساهموا في عمليات المخابرات خلال حقبة الستينيات.
ورغم ما حققه من مجد وطني، لم يتوقف الإسكندراني عن الغناء، فقدم عشرات الأغاني الوطنية والعاطفية، وظل حاضرًا على الساحة الفنية لسنوات طويلة.
وجمع بين الأناقة في الأداء والالتزام بالقضية الوطنية، حتى صار رمزًا لفنان لا ينفصل فنه عن انتمائه.
رحل سمير الإسكندراني في 13 أغسطس 2020 عن عمر ناهز 82 عامًا، لكن قصته تظل حاضرة كمثال على أن البطولة قد تأتي من حيث لا نتوقع، وأن الفن والوطنية يمكن أن يلتقيا في قلب إنسان واحد.في ذكرى رحيله الخامسة سمير الإسكندراني “الثعلب المصري” الذي جمع بين الفن والبطولة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.