فيديو دموي على السوشيال ميديا مليئ بالدماء
بقلم: رنيم علاء نور الدين
لم يستغرق مقطع الفيديو سوى ثوانٍ قليلة، لكنه كان كافيًا لإشعال الغضب والقلق على مواقع التواصل الاجتماعي. مشاهد سريعة لأشخاص يستقلون دراجتين ناريتين، يطاردون رجلاً في أحد شوارع الإسماعيلية، ثم ينهالون عليه بالضرب مستخدمين أسلحة بيضاء، قبل أن يفرّوا تاركينه غارقًا في دمائه.
الفيديو المتداول دفع الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية إلى التحرك السريع لكشف ملابساته، خاصة في ظل عدم ورود أي بلاغات رسمية عن الواقعة. وبالفحص والتحري، تم تحديد هوية المجني عليه، مقيم بدائرة قسم شرطة ثان الإسماعيلية، وتبيّن أنه مصاب بشرخ في الجمجمة وجروح قطعية متعددة بأنحاء جسده.
وعندما واجهته قوات الأمن بما تم تداوله، كشف المجني عليه تفاصيل ما جرى خلف الكاميرا، مؤكدًا أن سبعة أشخاص اعتدوا عليه باستخدام أسلحة بيضاء، على خلفية خلافات مالية سابقة بينهم، تطورت من مشادة إلى محاولة انتقام دموي في وضح النهار.
لم تتأخر الأجهزة الأمنية كثيرًا. ومع تكثيف التحريات، تم تحديد هوية المتهمين وضبطهم، وتبيّن أنهم عناصر جنائية مقيمون بمحافظة الإسماعيلية. كما تم ضبط الدراجتين الناريتين المستخدمتين في الواقعة دون لوحات معدنية، إضافة إلى الأسلحة البيضاء التي استُخدمت في التعدي.
وبمواجهة المتهمين، اعترفوا بارتكاب الواقعة كما ظهرت في مقطع الفيديو، لتُغلق دائرة العنف التي بدأت بخلاف مالي وانتهت بإصابات خطيرة، وكادت أن تتحول إلى جريمة قتل مكتملة الأركان.
واقعة جديدة تطرح سؤالًا مُلحًا: متى تحوّلت الخلافات البسيطة إلى مشاهد عنف علني تُصوَّر وتُتداول بلا خوف، وكأن القانون غائب عن الشارع؟
فيديو دموي على السوشيال ميديا مليئ بالدماء
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
