الصحه

كارثة صامتة في عناية فاقوس

ثروت القرم

كارثة صامتة في عناية فاقوس: الإهمال يقتل، والواسطة تختار من يعيش… انقذوهم قبل أن يتحول المستشفى إلى مقبرة جماعية

في قلب فاقوس، وعلى مرمى حجر من مبنى الإدارة الصحية وتحت سمع وبصر مديرية الشؤون الصحية بالشرقية، تسقط الأرواح واحدة تلو الأخرى داخل أقسام العناية المركزة بمستشفى فاقوس المركزي، ليس بفعل القدر وحده، بل تحت وطأة الإهمال، وغياب الكفاءة، واستشراء الواسطة التي باتت كلمة السر في دخول المريض أو خروجه من عنق الزجاجة.

في هذه الأقسام، لا يتبع طاقم التمريض تعليمات الأطباء كما يجب، ولا يوجد أخصائي عناية مركزة مؤهل يشرف على الحالات الحرجة كما تقتضي الأعراف الطبية، بل طبيب مقيم يحمل عبء القرار وحده، في لحظة قد تعني فيها الدقيقة الفرق بين الحياة والموت.

أمَّا الكارثة الأكبر، فهي أن سرير العناية المركزة في فاقوس لم يعد يُمنح لمن هو الأشد حاجة، بل لمن له “ظهر” أو واسطة، بينما يُترك آخرون يصارعون أنفاسهم الأخيرة بلا عناية، ولا حتى سرير.

هنا لا نتحدث عن حالة فردية ولا عن يوم عابر، بل عن مسلسل يومي يتكرر تحت سمع وبصر الجميع، رغم الزيارات المتكررة من مسؤولي الصحة، والتي لم تثمر حتى الآن عن شيء سوى صور وابتسامات بروتوكولية.

الناس تموت، وأرواح تُزهق، وصرخات أهالي المرضى تتعالى في الطرقات، لكن أحدًا لا يستجيب.

أما آن لهذا العبث أن يتوقف؟ أما آن لهذه المنظومة أن تُعيد النظر في أولوياتها، وتضع الرحمة في صدارة قراراتها؟

استقيموا يرحمكم الله… فالأرواح لا تُستبدل، والحق في العلاج ليس رفاهية، بل حياة.


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading