
محافظ المنوفية يناشد المزارعين إخلاء أراضى طرح النهر تحسبا للفيضان
محافظ المنوفية يناشد المزارعين إخلاء أراضى طرح النهر تحسبا للفيضان بعد ساعات قليلة من إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري،
أن محافظتين مصريتين معرضتان لقدوم فيضانات وتدفق كبير للمياه بأراضي طرح النهر بها،
طالبت المنوفية سكانها بإخلاء منازلهم وممتلكاتهم بتلك الأراضي تحسبا لقدوم الفيضانات.
وناشدت رئاسة مركز ومدينة أشمون التابعة لمحافظة المنوفية جميع المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر
بضرورة إخلاء تلك الأراضي، وإخلاء المنازل، نظراً لارتفاع منسوب المياه بفرع نهر النيل بالمدينة.
وأوضحت أن التدفق الكبير للمياه قد يؤدي إلى حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر،
وكذلك للمباني المقامة على جوانب المجرى، مطالبة كافة المواطنين بقرى المدينة والمقيمين على أراضي طرح النهر بتوخي الحذر وتجنب أي زراعات حالياً، وسرعة إخلاء منازلهم، حرصاً على سلامتهم.
ويأتي ذلك بعد تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، الذي أكد فيها أن الحكومة استعدت منذ فترة طويلة لمواجهة تداعيات فيضان النيل،
مشيرا إلى أن شهر أكتوبر يشهد عادة معدلات تصريف مرتفعة قد تتجاوز المتوسط،
ما قد يتسبب في غمر بعض أراضي طرح النهر والعشش خاصة بمحافظتي المنوفية والبحيرة.
وتشير التوقعات إلى أن التصريف للمياه سيكون بكميات أكبر من المعدلات المتوسطة،
بسبب القرار الأحادي الذي اتخذته إثيوبيا بفتح بوابات سد النهضة لتصرف مياه الفيضانات لديها، والتي زادت عن السعة التخزينية للسد،
وفعلت إثيوبيا ذلك دون إخطار دولتي المصب مصر والسودان مما تسبب في فيضانات مدمرة في السودان،
بينما استوعبت بحيرة ناصر، ومفيض توشكى الفائض في مصر بشكل مؤقت، حتى جاء تحذير المنوفية.
هذا وقد شهدت محافظة المنوفية مشهدًا مأساويًا بعد أن ارتفع منسوب مياه نهر النيل بشكل مفاجئ،
مما أدى إلى غرق عدد من المنازل والأراضي الزراعية الواقعة على أراضي طرح النهر.
المشهد المأساوي وثقته الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي،
والتي أظهرت المياه وهي تغطي الشوارع والبيوت وسط استغاثات الأهالي.
بعد أن غمرت المياه عشرات المنازل في القرى المطلة على مجرى النيل، وحاول الأهالي إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكات وحيوانات قبل أن تبتلعها المياه.،
وبعض العائلات تم إخلاؤها بشكل عاجل إلى أماكن آمنة، فيما لا يزال آخرون ينتظرون تدخل فرق الإنقاذ.
والصور التي التقطها الأهالي أظهرت مشاهد مأساوية لمنازل غارقة وشوارع تحولت إلى بحيرات، وناشد الأهالي الحكومة بسرعة التدخل لإنقاذهم.
فرق الطوارئ ستعمل على شفط المياه ومحاولة إعادة الأمور تدريجيًا إلى طبيعتها.
من جانبه، أوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بـ”جامعة القاهرة”، في تصريحات صحفية المخاطر من حدو-ث فيضانات بالمحافظتين المصريتين،
مؤكدا أن السد العالي ينظم منسوب مياه النيل طوال العام وغالبا لا تغمر المياه أراضي طرح النهر،
وهو ما يشجع المزارعين على استغلالها، وتأجيرها من وزارة الري، عدا بعض المناطق المنخفضة التي تغرق كثيرا.
وأضاف أن تحذيرات الحكومة مبررة لمواجهة الخسائر التي قد تحدث في المستقبل نتيجة رفع منسوب نهر النيل،
رغم أن جميع المزارعين يعلمون أن تلك الأراضي قد تصلها المياه في أي وقت من السنة، وليس لهم الحق في طلب تعويض في حالة الغرق،
موضحا أنه ونظرا لندرة حدوث ذلك فإنهم يقبلون على زراعة هذه الأراضي دون مخاوف محتملة.
وأكد شراقي أن السد العالي على أتم الاستعداد لاستقبال الإيراد السنوي الجديد الذي يبدأ فى الأول من أغسطس من كل عام،
وإن كان قد بدأ متأخرا حوالي شهر خلال السنوات الأخيرة بسبب التخزين في سد النهضة،
موضحا أن وصول المياه بدأ في بداية سبتمبر الماضي بكميات تتعدى 600 مليون م3 يوميا،
بسبب التصريف من السدود السودانية ثم التصريف الأعلى من سد النهضة خاصة بعد الافتتاح في 9 سبتمبر الماضي.
وأكد أستاذ الموارد المائية المصرية أنه ومع اقتراب منسوب بحيرة ناصر من 182 متر مكعب،
فإنه يتم فتح مفيض توشكى لتصريف الزيادة من المياه خاصة إذا كانت الأمطار مستمرة بغزارة،
وقد تضطر وزارة الري إلى ضخ كمية أخرى زيادة مع الاستخدامات اليومية وصرفها في البحر المتوسط عبر قناطر إدفينا على فرع رشيد،
مضيفا أن هذا ما قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب النيل وغرق بعض أراضي طرح النهر الأكثر انخفاضا كما هو الحال في المنوفية والبحيرة.
وأكدت الوزارة عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، استمرار ارتفاع مناسيب النيل خلال الأسبوع الحالي.
وأشارت إلى انخفاض إيراد النيل الأزرق إلى 699 مليون متر مكعب يوميا، وتخفيض تصريف سد الروصيرص إلى 613 مليون متر مكعب.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.