
مقال × حدوته
مقال × حدوته دمــوع البصــل كان واقف في المطبخ بيقطّع بصل، والدموع نازلة من غير ما يحس مسحها بطرف كُمّه وهو بيبتسم إبتسامة خفيفة .. إبتسامة فيها حتة وجع وحتة فهم.
افتكر في اللحظة دي إن مش كل دمعة سببها الألم .. أوقات بتبكي وإنت عارف إن اللى وجّعك، كان بيحبك.
اتذكر شخص قابله في حياته .. إنسان ماكانش قاسي، بس كان صريح أكتر من اللزوم.
وجّهه، وانتقده، وصحّح له طريقه بطريقة خلت قلبه يوجعه.
يمكن ساعات أضايق من كلامه، وساعات أتمنى ما يسمعوش تاني .. لكن بعد سنين، أكتشف إن كل دمعة نزلت ساعتها كانت بتغسل غشاوة من على عينه.
كل دموع نفاق إسمها “دموع تماسيح” .. و فيه دموع تانية إسمها “دموع البصل” .. دموع بتلسعك، بس تنظّفك.
دموع مصدرها مش خيانة .. لكن صدق مؤلم.
فيه ناس وجودها زي البصل .. يوجع بس يفيد
يطهّرك من الغش، ويخليك تبصر الحقيقة مهما حرّقتك.
فلا تلعن اللى خلاك تبكي، إن كان سبب دمعك حب صادق أو نية طيبة.
وأعرف إن في الحياة نوعين من الدموع:
دموع التماسيح… ودموع البصل.
الأولى خديعة تدمّرك .. والتانية وجع يطهّرك.
لا تلعن الدموع إن كانت من محب صادق .. فبعض الوجع رزق في هيئة نصيحة.
و أحذر أن تكره الألم الذى يُطهّرك .
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



