مِنْ فَـوْقِ زُحَـلْ ويُبليكَ ربي ناصر الدسوقي
يا سَيِّـدَةٍ كـصُخُــورِ جَبَـلْ قلبِى قـد كَـرِهَ الحُـبَّ وَمَلْ لَمْ أعـرِفْ حُـبًّا فى الدُنيـا كالكـذِبِ لَمَا يأْتِى فى الحَمْل طَـرقْـتُ البابَ بِلا جَـدْوَى سَئِمْتُ الطَّـرْقَ وَمَتْنِى كَلْ

مِنْ فَـوْقِ زُحَـلْ
ويُبليكَ ربي
ناصر الدسوقي

https://masaaraby.com/?p=374940&preview=true
يا سَيِّـدَةٍ كـصُخُــورِ جَبَـلْ
قلبِى قـد كَـرِهَ الحُـبَّ وَمَلْ
لَمْ أعـرِفْ حُـبًّا فى الدُنيـا
كالكـذِبِ لَمَا يأْتِى فى الحَمْل
طَـرقْـتُ البابَ بِلا جَـدْوَى
سَئِمْتُ الطَّـرْقَ وَمَتْنِى كَلْ
أَبَـيْـتِ أَن أسعَـــدَ يِــومــًا
ورَضِيتِ أقْضِى العُمْرَعِلَل
كُسِرَتْ وَجْنَتِى حِينَ صَفَعْتِ
وأنا أَمْطَـرْتُ الـوجْهَ قُـبَـل
وسَـقَـيْتـِنِى المُرَّ كـئـوســًا
والظَـنُّ بِأنِّى شَرِبْتُ عـسَل
غـضَبُـكِ كالنَّـارِ إذا تَـعْـلُـو
وما بِالغَضَـبِ الجَمْعُ شَمَلْ
عَمِلُـوا فَالحَسَنُ مُـرافِقُهُـم
وصَنيعِـى أَنِّى أَسَـأْتُ عمَل
هـل كُـلُّ مُحِـبـيـنـَكِ مِثْلــى
هـل كُـلٌّ قـد بـاءُوا بِفـَشَـل
لو وَزنُـكِ قِسـطَاسٌ دَوْمـًا
أبْخَـسْتِ ولَمْ أَرتَكِـبَ زَلَـلْ
فى طَلَبِـى تَأْتِى على مَهْـلٍ
تَـوًّا فـى أَمْـرُكِ لا بِـعَـجَـل
القَـسْـوَةُ مِنْـكِ كمَـا سَـيْـلٌ
والرِّقَةُ رَعْدٌ ! ما بِخَجَل ؟
مِنْ أَهْـلِ الأرضِ بِقِـيَّتُهُـم
وأَتَيْتُ أنا مِن فَـوْقِ زُحَـل
عُـودِى لِصَـوابِكِ سَـيَّـدَتِى
أُحِـبُّـكِ ، ماذا عَـنِّـى شَغَـل
فالمَطَـرُ إذا هَـطَـل يـروِى
والسَّيْلُ سَيُغْرِقُ وَقتَ نَزَل
فَـصَـنـِيـعُـكِ هـذا لَـو حُـبًّـا
أَظَـنُّ الحُـبَّ سَـيَجْـلِبُ قَتْـل
…………
يُبلِيــكَ رَبِّـى
لمَّا سكَنتَ بمَضغتـى أسعدتنى
وكأننى كُنتُ الغـريـقَ نجدتنى
ما كُـنتُ قَبلَكَ بالأمـانى راجِيًا
أوِ الـدُّنَـا وحـالَـهَـا قـد هَـمَّنِى
قد كُـنتُ أسمع بالغـرامِ مقـالة
فـلا المقـالُ راق يـومًا هـزَّنِى
وعـنِ الأحـبـةِ مِثـلـما حـكـايةً
كَجَـدتى وذراعَـهـا قـد ضمَّنِى
قد لامنى بعضُ الأُّنـاسِ لأننى
ما لى حـبيـبٌ مِثلَهُـم وأَحَـبَّنِى
فـنَثَـرتُ بِالقَـوْلِ القليـلِ مقُولَةً
لمَّا يُريـــدُ اللـه قَـدرًا ننـحَنِى
لا الحُـبُّ يأتى للقُلـوبِ بِمُنـيَـةٍ
وإِن أتى فالقلـبُ حَـتْمًا ينثَـنِى
حتـى أرادَ ربُّـكَ يـوْمًا نـلتَـقِـى
عَـبْرَ الهـواتِفِ حينها حدَّثْتَنِى
لم أعرِفِ العِشق الجميلَ كقولِهِم
حتى نظَـرتُكَ يومها ونَظَـرتنى
وكـأنَّ أعـتـاب الغـرامِ تهـيَّــأت
والخَطْـوُ قَـدَرًا مِن حَلِيمٍ ساقَنِى
فأنا الجليـسُ بِحَيَّكُمْ قد راقَ لِى
ذاك المقـالِ بِحِـكمـةٍ فـشغـلتنـى
وكأنَّ أكـوابَ المـآسِـى أُسْكِـبَـتْ
وبِـراحَتَيْـكَ الخَمْــرَ قَـدْ أَسْقَيْتَنِى
حتى سَمِعنا العصـرَ وقـتَ أذانِـهِ
قـد حـانَ وَقتِى لِلمَضِـىِّ وَجَدْتُنى
أطبقتُ بِالقَلـمِ المُجِـيـبِ أصابِعى
لِأُصِيـغَ شِعـرًا بالجـوارِحِ عَمَّنِى
فنظمتُ مِن وَحْىِ الحديثِ قّصِيدَةً
قـد سَـرَّ قـلبَـكَ حـرفَهَـا وَسَـرَّنِـى
ورأيـتُ مِن دَوْمِ الـوِصــالِ كأنَّما
اللـهُ خـيــرًا شــاءَ لِى وأّذاقَـنِــى
ثُـمَّ البِعـادُ بِغَـيـرِ عُـذْرٍ وقـتَـمَـــا
قـد كان حُبَّـكَ شـاغِلِى فهجرتنى
لـم تَـدْرِ أنَّ الحَـلْـقَ جَـفَّ لُـعـابَهُ
وأتَـيْـتُ أبغِـى بِئـركُـم راودتَـنِـى
أدْلَـيْـتُ دَلـوِى كَـىْ أنـالَ لِرشْفَـةٍ
أو أَنْ أُبَـلِّلَ حُـلَّـتِـــى أَبْـعَـدتـنِــى
مِن بعدِ ما صارَ الشَّهيقُ بإسمِكُم
كـالـدَّمِ تجـرى بِالـعُـرُوقِ ملأتَنى
كالقلـبِ يخـفِـقُ بِالبُطَيـنِ يسـارُهُ
وأنا اليمينُ عن اليسـارِ عزلتنى
دُونَ أَنْ تَرمِى السِّهَـامَ بِقـوْسِها
أراكَ فى قَطـعِ الوِصَالِ طَعـنتَنى
ما كُـنـتُ قَـبلَـكَ لِلغــرامِ بِمُـرتَجٍ
لمَّا عَرِفتُـكَ قـد أُصِـبْـتُ وعَمَّنِى
وكتبتُ شِعرًا فى الذى هُو مُهجتى
فَجَعلتَ شِعـرِى كالـرِّماحِ قتلتنـى
قَـيــدَّتـنـى بِـالـحـُبِّ وقْـتَ أَردْتَـهُ
لمَّـا رَغِـبْـتَ فذَا القِطارُ يَضُمُّنِـى
إِنْ كان حُـبُّـكَ عِـلَّـةُ وّسَقِـمـتُهـا
قَـدَرُ اللطِيـفِ أحـاطَ بِـى وأَلَمَّنِى
أو كان حُسْنَى قـد هَمَمْتُ لِفِعلِها
فوَجَـدتُ ذَنبـًا قـد فعَـلْـتُ وعَمَّنِى
فَـوَّضـتُ أمرى للذى هو خَالِقِـى
يُضنِـيـكَ رَبِّـى مِثلَـمَـا أَضنيْـتَـنِـى .
https://www.facebook.com/groups/2004366466535948/?ref=share&mibextid=NSMWBT
من فوق زُحل
ويبليكَ ربي
من ديوان
جليدٌ على حافةِ البُركان
ناصر الدسوقي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



