نقطة انطلاقة بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة
نقطة انطلاقة
بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة
لا تدع الندم يُعيق خطواتك نحو النجاح!
يُطلّ علينا الماضي أحيانًا بظلاله الثقيلة، حاملًا معه ذكرياتٍ مؤلمة وأخطاءً ارتكبناها، فيُسيطر الندم على مشاعرنا، ونقف على “أطلال” ما مضى، نأسف على ما فات، ونحزن على ما لم يكن.
ولكن، هل يُفيدنا هذا الندم في شيء؟ هل يجدي نفعًا البكاء على اللبن المسكوب؟ لا، بالطبع!
إنّ الندم شعورٌ سلبيٌّ مُقعدٌ يُعيقنا عن التقدم ويُضيّع وقتنا وطاقتنا. فبدلًا من أن نُركز على حاضرنا ومستقبلنا، نبقى أسارى الماضي، ونُغرق أنفسنا في دوامةٍ من الحزن والأسف.
كما نهى الإسلام عن إلقاء النفس في التهلكة؛ قال تعالي: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تَكُنْ كَمَنْ يَنْدُمُ عَلَى أَمْسِهِ، وَلا يَعْمَلُ لِغَدِهِ” (رواه الترمذي).
ويقول الإمام علي رضي الله عنه: “لا تُفْسِدْ حاضِرَكَ بِهَمِّ مَا فَاتَكَ، فَإِنَّهُ لا يَرْجِعُ، وَاتَّعِبْ مُسْتَقْبَلَكَ بِأَمَلِكَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَأْتِ، وَكُنْ في حاضِرِكَ صَاحِبَ حِكْمَةٍ وَعِلْمٍ” (نهج البلاغة).
تعلم قتل الماضي!
لا تقف على أطلال الماضي، بل تخطّاه بثباتٍ وعزمٍ.
تعلم الدرس من أخطائك، واستفد من تجاربك السابقة، ثم ابدأ من جديد كأن شيئًا لم يكن.
هكذا يفعل الناجحون، هكذا يربحون وقتهم وحياتهم.
وتذكر عزيزى القارئ أن الندم لا يُصلح الماضي، بل يُفسد الحاضر.
لا تنظر إلى الخلف إلا لتستفيد من أخطائك، لا لتتألم منها.
المستقبل أمامك، مليء بالفرص والإمكانيات، انطلق لتحقيقه بثقةٍ وإيمانٍ بقدراتك.
أنت إبن اللحظه واللحظة لا تتكرر ولا تعود
فلا تدع الندم يُعيق خطواتك نحو النجاح والسعادة!
كن قويًا، كن مُتفائلًا، وقل لنفسك انا إبن اليوم وما مضى قد مضى، واتركة خلف ظهرك، وامضي قدمًا نحو مستقبلٍ أفضل.
دمتم سالمين وكل عام وأنتم بخير.
نقطة انطلاقة
بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.