
هل يَحمل عام 2026م ذِروة الذكاء الاصطناعي؟
هل يَحمل عام 2026م ذِروة الذكاء الاصطناعي؟أشار أ.د.خالد صلاح الدين الأُستاذ بكلية الإعلام، والمدير الأسبق لمركز بحوث ودراسات الرأي العام يجامعة القاهرة في مشاركته البحثية في مؤتمر عبر الإنترنت بعنوان :”آفاق تقنيّات الذكاء الاصطناعي”
والذي عُقد في الجامعة الدولية لتكنولوجيا المعلومات(IITU) بكازاخستان خلال الأسبوع الأول من ديسمبر 5202م
إلى أن ثمة جدلًا حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ إلا أن ثمة اتفاقًا على أن تقنيّات الذكاء الاصطناعي ستبلغ أوُجَها،
وذِروتها خلال النصف الثاني من العقد الثالث من الألفية الثالثة؛ وتحديدًا مع إرهاصات عام 2026م.
ويتفق الباحثون ومنظِّرو الثقافة الرقميّة على أن عام 2026م ينبغي أن يكون عام الوعي بمحددات الذكاء الاصطناعي، والتعريف به وبمساراته، ومجالاته المعينة، وإزالة الابهام والريبة حول تطبيقاته المثمرة
فيما يمكن الإشارة إليه بمصطلح “محو الأمية بالذكاء الاصطناعي” AI Literacy. وزعم هؤلاء الباحثون بأن تعميق وعي أرباب العمل، والمديرين، والموظَّفين، والإداريين،
والعمال وغيرهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي سيُفضي إلى مستوياتٍ مرتفعةٍ من الإنتاجية للمصانع، والشركات،
والمشروعات المخنلفة في إطار مسارى “الكفاءة”،و”القدرة” بوصفهما المسارين الأبرز لتقنيّات الذكاء الاصطناعي في العقد الثالث من الألفية الحالية.
ويتوقع مراقبو تطَّورات تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تُسهم التطبيقات المستحدثة، والأكثر إتقانًا في تطوير مجالاتٍ متعددةٍ كالتصنيع، والإنتاج الضخم، والتعليم، والصحة، والاتصالات، والإعلام وغيرها.
على الجانب الآخر، وعلى الرغم من التفاؤل بشأن ما ستُفضي إليه تطبيقات الذكاء الاصطناعي على مستوى التصنيع، والإنتاج الضخم إلا أن ثمة مخاوف من أن يُصبح الذكاء الاصطناعي مضمارًا للتنافسيّة غير المسئولة بين الدول الكبرى،
وبخاصةٍ مع إدراج الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الذكاء الاصطناعي في برنامج إدارته للأمن القومي الأمريكي،
والذي أكد فيه الهيمنّة الأمريكية على أغوار الذكاء الاصطناعي غير المرئية؛ والتي لا تستطيع جمهورية الصين الشعبية أن تقف عليها وتنافس بها الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات المقبلة.
وأشار أ.د.خالد صلاح الدين إلى أن تطبيقات توليد المعاني، وبناء الخطاب الإعلامي عبر القوالب والأشكال الإعلامية المختلفة سيشهد طفرةً هائلةً خلال عام 2026م
مع اهتمام المُطوِّرين باستخدام الرموز الدلالية المتخصصة والتكاملية في اللغة المعينة لبناء ذلك الخطاب الإعلامي فيما يُعرف بتوظيف الرموز المتكاملة داخل وسائط الإعلام ذاتها Multimodal AI.
وقد انتقد أ.د.خالد صلاح الدين تطبيقات توليد المعاني، والأفكار القائمة على التفاعليّة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وطرح أمثلة على المعلومات الخاطئة، والمضللة التي ولدَها تطبيق Chat GPT بشأن الفتاوى الدينية، والمسائل العقيدية فيما يتعلق بالدين الإسلامي!!.
ويتفق أ.د.خالد صلاح الدين مع الباحثين الذين يطالبون بمزيدٍ من التحكم في تطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى لا تصبح الإنسانية مستقبلًا عبيدًا! لتلك التقنيّات، والتطبيقات حال خروجها عن السيطرة في إطار النماذج المتطرفة لإكساب الآلة قدراتٍ عاليةٍ على اتخاذ القرارات!.
وأشار إلى أن دول العالم المتقدم تخشى من تهديدات تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير المسئولة على تدفق البيانات الزائفة وغير الواقعية، والمعلومات الخاطئة، والتزييف المُتقّنْ Deep Fake؛ والتحيز، وتهديد خُصوصية مُستخدِّمي تلك التطبيقات؛
وقد أقر الاتحاد الأُوروبي في أُغسطس من عام 2024م تشريعًا يتضمن العديد من القوانين التي تحكم التوظيف الرشيد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي؛ بيدَ أنّ الأمر يتطلب مزيدًا من التعاون الدولي في هذا الصدد دون إقصاءٍ للدول الأقل نموًا وتقدمًا.
وأخيرًا؛ فقد أشار أ.د. خالد صلاح الدين إلى أن العام المنصرم 2025م قد شهد خُروقاتٍ، وانتهاكاتٍ لمصداقية الإعلام عبر التقارير، والقصص الخبرية، والتحقيقات المُضللة،
والزائفة التي تم توليدها من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وينبغي أن يشهد عام 2026م آليات تصحيحية في هذا الصدد لضمان حماية الجمهور؛
وإمداده بإعلام يتسم بالموضوعية، والدقة، والنزاهة، والمصداقية؛ وإن تحققت هذه المطالب سيكون عام 2026م بحقٍ عام الذِروة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي الرشيدة في مجالات الإعلام المختلفة سواءً التقليدية أم الرقميّة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
