أخبار عربيهتكنولوجيا وبرمجيات

هويتنا في ذاكرتنا في عصر الذكاء الاصطناعي

الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون - ستراسبورغ فرنسا

هويتنا في ذاكرتنا في عصر الذكاء الاصطناعي

 

شعار اليومين الدراسيين حول التعريف بالتراث مع لقاء تقيمي تحسيسي

بمتليلي الشعانبة ولاية غرداية بمناسبة شهر التراث 2025.

مــدخــــل:

بات الذكاء الإصطناعي وفقا للتكنولوجيا الحديثة موضوع الساعة الملح, الذي ألقى بظلاله على ربوع العالم جسر إلى الماضي يحنين الشوق, في عصرنا الحالي أصبح التطور الرقمي في تسارع ملحوظ بشكل غير مسبوق، لتصبح الحاجة إلى الحفاظ على التراث الإنساني المادي وألامادي بجميع أركانه وأصنافه. أكثر إلحاحا من أي وقت مضى. التراث ليس مجرد مجموعة من الأثار أو النصوص القديمة؛ بل هو روح الشعوب وذاكرتها الجماعية التي تعكس هويتهم وتاريخهم. ومع ذلك، فإن عامل الزمن والإهمال والتهميش والأمبالات قد أثرا على العديد من هذه الكنوز، مما يجعلنا نتساءل: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون الحل لاستعادة ما فقدناه, وضيعناه سواء عن قصد أو غير قصد؟ بالتأكيد، فإن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية حديثة وليدة الساعة, بل هو أداة قوية يمكنها إعادة الحياة إلى الماضي وإحيائه بطريقة تفاعلية ومبتكرة. كيف يمكن لهذه التكنولوجيا أن تساهم في الحفاظ على آثار الحضارات القديمة، مع التركيز على دورها في الحفاظ على الهوية الإسلامية والعربية الغنية.                       * تــمـهــيـــد *-

لقد سجل التاريخ على مر العصور أن عرفت مدينة متليلي الشعانبة توافد كبير للأفراد منذ قرون خلت وخاصة على مرور السنين الأخيرة وبصفة إستثنائية, خلال زمن العشرية السوداء للوافدين الفارين من مختلف ولايات الوطن للبحث عن أماكن آمنة تضمن لهم الاستقرار والحماية، ومن خلال هذا التوافد, ثمة توافد كبير للعادات والتقاليد لإختلاف تنوعها والقيم الثقافية المختلفة من منطقة لأخرى، مما أحدثت بشكل أو بآخر تغيرات في بعض الأحيان جذرية في مختلف المجالات بالمنطقة عامة وبالمدينة خاصة من الناحية الإقتصادية، الإجتماعية والثقافية للمجتمع الشعانبي المتنوع بين الحضري والبدوي، وهو ما ساهم في زعزعت إستقرار خريطة الهوية الإجتماعية والثقافية بمدينة متليلي الشعانية كمدينة صحراوية ذات طابع إجتماعي ونمط معماري خاص. مما أعطى فكرة توحي بهذا التغيير المفاجئ الذي طرأ على المدينة وحل بالمجتمع. مما أدى إلى لفت الإنتباه وتفطن السكان لهذا التغيير وضرورة المطالبة بحمايته ووقايته, مما جعل المجتمع يتحرك ويدق ناقوس الخطر، وفي المقابل نجد العديد من الجمعيات المختلفة الخيرية, الثقافية والفنية. تعمل من أجل الحفاظ على الروابط الإجتماعية برمتها والمعالم التاريخية والثورية وغيرها. والرموز الثقافية للمجتمع المحلي الشعانبي، الذي يعطي للساكنة بالدرجة الأولى وللزائر بالدرجة الثانية, الشعور بالإنتماء لهذه المنطقة نظرا للتغيرات في ظل التحولات التي تعرفها المدينة من حين لأخر والتي تحول على عادة ثابتة. وتعتبر هاته الجمعيات الثقافية أحد أبرز المكونات الفاعلة في المجتمع لجميع أطيافه، لأنها تشكل فضاء واسع لإعطاء فكرة واضحة عن مشروع الوقائية لحماية التراث والحقل الثقافي. كما تعمل على ضرورة التحسيس بأهمية التراث لاسيما الثقافي وعلى زيادة الوعي لدى الجماهير جميعا فيشتى المجالات من خلال إشراكهم قصد الإندماج والمشاركة، حيث تستخدم كل الأنشطة الفنية والثقافية للأفراد وتوظيفها في إطار تربوي للطلبة وللتلاميذ, والمهتمين بالتراث والباحثين في مجاله, يستجيب لتطلعاتهم لكن دون الإنسلاخ عن التراث أو التخلي عنه والإبتعاد عن هويتهم الثقافية التي تعتبر بمثابة الرمز والقاسم المشترك والنمط الراسخ الذي يميزهم عن غيرهم، كعيشهم المشترك وعقيدتهم ولغتهم وتاريخهم وحضارتهم ومصيرهم المشترك، فهي تعبرعن حقيقة وأصالة هؤلاء الأفراد لإشتمالها على هذه الصفات والمقومات الجوهرية.

هويتنا في ذاكرتنا في عصر الذكاء الاصطناعي

الحدث الثقافي السنوي شهر التراث

كعادتها أحيت مديرية الثقافة والفنون لولاية غرداية, شهر التراث الثقافي لسنة 2025 ككل سنة. وتنظيم برامج متنوعة لفعالياته خلال الشهر كاملا بداية من يوم 18 أفريل إلى 18 ماي 2025 وختامه باليوم العالمي للمتاحف.

ومن بين نشاطات شهر التراث على مستوى ولاية غرداية جوهرة الواحات جنوب الجزائر. تنظيم يومين دراسيين بمتليلي الشعانبة حول التعريف بالتراث مع لقاء تقيمي تحسيسي بعنوان هويتنا في ذاكرتنا في عصر الذكاء الإصناعي. وتحت رعاية معالي وزير التقافة والفنون الأستاذ زوهير بللو وإشراف والي ولاية غرداية عبد آبي نوار وبالتنسيق مع رئيس بلدية متليلي وجمعية الفن والابداع بمتليلي ومؤسسة الشعانبة للتنمية والتأصيل فرع متليلي الشعانبة, بحضور رئيس دائرة متليلي ورئيس المجلس الشعبي.ونيابة عن مدير الثقافة والفنون لولاية غرداية الأستاذ نميلي محمد أشرف مدير ديوان حماية وادي مزاب وترقيته الأستاذ كمال رمضان يوم الخميس 08 ماي 2025 بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببلدية متليلي الشهيد رسيوي محمد بن الشيخ. على إفتتاح أشغال اليومين الدراسيين حول التعريف بالتراث مع لقاء تقيمي تحسيسي وبحضور رئيس دائرة وبلدية متليلي وشخصيات المنطقة وكدا نخبة من الأساتدة وإطارات قطاع الثقافة والفنون بالولاية. وجمعية القصر الثقافية والإصلاح بورقلة.                  برامج اليومين الدراسين وآلياتهم:

اليوم الأول: تضمنت مجمل محاور الملتقى في يومه الأول حول آليات التحسيس بأهمية إستغلال التكنولوجيا في رقمنة وحماية وحفظ التراث الثقافي وكانت المداخلات على النحو التالي وفق البرنامج المسطر على مدى يومين:

الهدف العام:

التعريف بالتراث ولقاء تقيمي تحسيسي, تعزيز الوعي بأهمية التراث الثقافي المادي وغير المادي. توفير منصة لتبادل المعرفة والخبرات صون التراث وحمايته. تحفيز المشاركة المجتمعية في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة.

الفئة المستهدفة:

أعضاء الجمعية الثقافية. الطلاب والباحثون في مجال التاريخ والأنثروبولوجيا والتراث. المثقفون والمهتمون بالشأن الثقافي. أفراد المجتمع المحلي.

البرنامج التفصيلي:

اليوم الأول:

إستكشاف كنوز التراث

ومن تنشيط الأستاذ عاشور عاشور المستشار الثقافي السابق لبلدية متليلي,

تم الإفتتاح بكلمة ترحيبية من رئيس الجمعية الثقافية .من رئيس البلدية ورئيس الدائرة. كلمة ترحيبية عن مدير الثقافة والفنون ممثل الوزارة لولاية غرداية.

برنامج فقرات المداخلات:

المداخلة الأولى: مفاهيم أساسية حول التراث: للأستاذ سرقمة عاشور-محاضرة تعريفية حول مفهوم التراث الثقافي المادي وغير المادي. أنواع التراث وأهميته التاريخي المعماري، الأدبي، الشفهي الفنون الشعبية، إلخ.

الأرشيف والمخطوط التاريخي وسائل الحفظ والصيانة. التراث والهوية الوطنية العلاقة والتأثير. أهمية التراث في الحفاظ على الهوية وطرق المحافظة عليه من التشويه والإهمال والتزييف, مبرزا في ذات السياق أهمية تدارك الوضعية التي توجد عليها بعض المخطوطات خاصة في بعض المكتبات الخاصة, حيث تنعدم شروط المحافظة على تلك الكنوز الثقافية. مناقشة مفتوحة مع الحضور.

المداخلة الثانية: التراث المحلي دراسات ونماذج دراسة نظام تقسيم المياه التقليدي واحة حاضور للأستاذ رميني بوعلام. دراسة مشروع تأهيل واحة حاضور غابة سي لكحل نموذجا للأستاذ أولاد بلخير الشيخ. مناقشة مفتوحة مع الحضور.

المداخلة الثالثة: تحديات تواجه التراث وسبل الحماية.

محاضرة حول التحديات التي تواجه التراث الإهمال، التشويه السرقة، الكوارث الطبيعية، العمل الإستعجالي للدكتورة منصوري فريدة بعنوان التحديات التي تواجه التراث الاهمال التشويه السرقة الكوارث الطبيعية.

العمل الإستعجالي.الأستاذ حفضي مصطفى -عرض الجهود المبذولة لحماية التراث على المستويات المحلية والوطنية والدولية قصر ورقلة أنموذجا. مناقشة مفتوحة.

إختتام اليوم الأول: ملخص لأهم النقاط التي تم تناولها خلال اليوم الأول. توزيع إستبيانات لتقييم اليوم الأول.

اليوم الثاني بعنوان: التراث في خدمة المجتمع:

المداخلة الرابعة : التراث والسياحة الثقافية الدكتور غزيل مولود أهمية السياحة الثقافية في الترويج للتراث وتنمية المجتمعات المحلية. -عرض نماذج المواقع تراثية ناجحة في استقطاب السياح للأستاذ مدير السياحة لولاية غرداية مناقشة حول كيفية تطوير السياحة الثقافية في المنطقة.

المداخلة الخامسة: التراث والتعليم:

الأستاذ ملاخ عبد الجليل: أهمية إدماج التراث في المناهج التعليمية. التراث المادي و ألامادي إضافة إلى تراث الجماد. الذي لم تتدخل فيه يد الإنسان.ملاحظة للعلم إضافة لمداخلته التراثية, قام بتقديم مداخلة تاريخية مختصرة بمناسبة مجازر 08 ماي 1945 وللفترة ما بين 1925-1945 اليوم الوطني للذاكرة الذي أقترحه سنة 2020 رئيس الجمهورية بمناسبة مجازر 05 ماي وأقره البرلمان, وعن ظروف قيام الشعب الجزائري بمظاهرات 08 ماي ا1945السلمية وإنطلاق المسيرات الذي بدأت من مسجد الغقاري وأسباب سقوط الشهداء يومها بوزيد سعال وعيسى شراقة من مناضل الحركة الوطنية الذي كلف برفع الراية الوطنية بحكم طول قامته والذي دفعه الضابط الفرنسي أوليفري والذي حاول إمساكه بوزيد سعال الذي أطلق عليه الرصاص الذي كان إشارة بداية المجازر والكارثة التي يندى لها الجبين مازال الحبر سيال عنها لحد الساعة.

الدكتورة بوعزة ليلى مديرة المتحف العمومي الوطني ناصر الدين ديني بولاية بوسعادة:عرض عن كيفية إنشاء المتاحف للحفاظ على الذاكرة الثقافية وكيفية إدراجها في الذكاء الاصطناعي. إلى كيفية إنشاء متحف إفتراضي بالذكاء الاصطناعي, وإستغلال هذا التطور التكنولوجي في التعريف بالتراث المادي على غرار التحف الأثرية والمستحثات المتواجدة بالمتاحف واللوحات الفنية, ومحاكاتها عن طريق تقنيات الذكاء الإصطناعي من خلال عرضها في فيديو إفتراضي يساهم في التعريف بمختلف المواقع والآثار للأجيال الناشئة. مناقشة مفتوحة.

المداخلة السادسة : التراث والإعلام.

الدكتور يوسف بن أوذينة: دور الإعلام في الترويج للتراث وزيادة الوعي بأهميته.عرض نماذج الحملات إعلامية ناجحة في مجال التراث.مناقشة حول كيفية إستخدام وسائل الإعلام المختلفة في خدمة التراث .

إختتام اليوم الثاني:

مناقشة مفتوحة كلمة ختامية. توزيع شهادات تقدير على المشاركين والمتحدثين. حيث عرف اللقاء تفاعل الحضور خلال المناقشة لتختتم بعدها أشغال اليومين الدراسيين بمجموعة من التوصيات التي تصب في مجملها على ضرورة التنسيق لحماية وصون الموروث الثقافي الدي تتميز به المنطقة وإنشاء قواعد بيانات لرصد مختلف عناصر التراث الثقافي, حيث يمكن لجميع المهتمين المساهمة في إثراء رصيدها, وحمايته من الحوادث الطارئة سواء البشرية أو الطبيعية, إلى جانب إقتراح إنشاء مركز وطني لأرشفة التراث الثقافي اللامادي على غرار الشعر الملحون ورقمنة المخطوطات ضمن خزانة رقمية, مع إبقاء النسخ الورقية محفوظة نظرا لقيمتها التراثية والمتحفية, وذلك بالتعاون مع المركز الوطني للمخطواطات بأدرار.

توصيات هدف اللقاء :

تقييم مدى تحقيق اليومين الدراسيين للأهداف المرجوة. جمع آراء ومقترحات المشاركين لتحسين الفعاليات المستقبلية. إطلاق حملة تحسيسية حول أهمية التراث وضرورة الحفاظ عليه. عرض نتائج استبيانات التقييم التي تم جمعها خلال اليومين الدراسيين. جلسة عصف ذهني لجمع الأفكار والمقترحات حول كيفية الحفاظ على التراث. إطلاق حملة تحسيسية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتوزيع مطويات ومنشورات حول التراث.

 

هويتنا في ذاكرتنا في عصر الذكاء الاصطناعي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading