
“وجه آخر للعنف ضد المرأة: الصمت العقابي “
“وجه آخر للعنف ضد المرأة: الصمت العقابي “
تنطلق حول العالم سنويًا حملة “16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة” ، وتهدف إلى تسليط الضوء على جميع أشكال العنف التي تتعرض لها النساء،
بما فيها العنف النفسي الذي غالبًا يُهمَل أو لا يُعترف به بشكل كافٍ. وفي هذا السياق، يبرز الصمت العقابي كواحد من أكثر الأساليب إيذاء وتأثيرًا.
الصمت العقابي ليس هدوءًا ولا راحة مؤقتة، بل هو أسلوب إيذاء نفسي مقصود، يقوم فيه أحد الأطراف بقطع التواصل، وإهمال الطرف الآخر، وحرمانه من أبسط أشكال التفاعل الإنساني كالكلمة أو النظرة أو الرد.
هو تجاهل متعمّد يُستخدم للسيطرة، وكأن الرسالة الخفية تقول: “وجودك لا يُهم.”
هذا النوع من العنف يدمّر ببطء، لأنه لا يُترك وراءه علامات ظاهرة. لا كدمات، ولا شهود، ولا دليل مادي. لكنه ينهش في الداخل، في ثقة المرأة بنفسها، وفي إحساسها بالحب والأمان والانتماء.
إنه يزرع الشك في قيمتها، ويدفعها إلى دوائر من التوتر والصمت القسري، خوفًا من خسارة العلاقة أو من اتهامها بالمبالغة.
المؤلم أن المجتمع كثيرًا ما يُبرر هذا السلوك تحت مسمى “الزعل” أو “الكرامة”، متناسياً أن التواصل والاحترام هما أساس أي علاقة إنسانية سوية.
لا أحد يملك الحق في معاقبة الآخر بالصمت، ولا في تحويل التواصل إلى سلاح نفسي.
إن مناهضة العنف ضد المرأة لا تعني فقط التصدي للعنف الجسدي، بل تشمل أيضًا كل ما يهدد كرامتها النفسية والعاطفية.
فالسكوت الذي يُقصد به الإيذاء هو شكل من أشكال العنف، حتى لو لم يُرفع فيه صوت أو تُمد فيه يد.

“وجه آخر للعنف ضد المرأة: الصمت العقابي “
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

