وفي الآخرة عذاب شديد
وفي الآخرة عذاب شديد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
وفي الآخرة عذاب شديد
اليوم : الأربعاء الموافق 20 ديسمبر
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، أما بعد، إعلم أخي المسلم أنه أنت اليوم على ظهر هذه الحياة الدنيا، فتذكر في نفسك ماذا أعددت للقاء الله جل وعلا، فأنت لست معمرا في هذه الحياة الدنيا، ولست مخلدا في هذه الحياة الدنيا، فهي حياة زائلة، وحياة متاع، وإنما هي متاع يسير، وإنما هي متاع زائل، فإيانا وإياكم معشر المسلمين أن تغرنا هذه الحياة الدنيا.
عما خُلقنا من أجله، وهو عبادة الله جل وعلا، فقد خلقنا الله لتحقيق العبادة، وخلقنا الله لتحقيق الإسلام، وأركان الإسلام التي فرط فيها كثير من الناس، فرطوا في واجبات دينهم، وفي فرائض الإسلام، وما هي إلا أيام، ويرحل من هذه الحياة الدنيا بما قدمه من عمل، فلن يتبعك مال، ولن يتبعك أيها المسلم عمارة ولا أرض، ولا عشيرة ولا قبيلة، كل هؤلاء سيوصلونك إلى حفرة ضيقة وإلى تراب، وليس واحد منا إلا ومصيره إلى تلك الحفرة، إما روضة من رياض الجنة، إن كان من الصالحين، وإما حفرة من حفر النيران إن كان من المجرمين، أعاذنا الله وإياكم من عذاب القبر، فعلى المسلم أن يقدم للقاء الله جل وعلا، فعلينا جميعا أن نقدم للقاء الله، ولكن ما فائدة التذكر في الآخرة، وأنت بحاجة إلى أن تتذكر في الدنيا.
وتنتفع من المواعظ في الدنيا، وتحافظ على صلاتك، وتحافظ على الأعمال الصالحة، في هذه الحياة الدنيا، يوم القيامة، وأنى لك الذكرى، وما فائدة الذكرى في ذلك اليوم، فها هي تلك الحياة، الحياة الحقيقية، الحياة السرمدية، الحياة الأبدية، الخلود لا موت، إما في جنان الله الواسعة، وإما في نيران الله، فنعوذ بالله من النار، أعاذنا الله وإياكم من النار، وقال الله عز وجل ” وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان” فإنها أحد أمرين لا ثالث لهما، إما عذاب شديد، وإما مغفرة من الله ورضوان، فمن أيهما أنت هل أنت ممن حافظ على الصلوات الخمس وهل أنت ممن ابتعدت عن كبائر الذنوب ومن أكل الحرام، ومن تقطيع الأرحام، ومن الظلم والبغي، فإياك أيها المسلم أن تلقى الله بظلم، وأن تلقى الله تاركا للصلاة.
وأن تلقى الله بكبائر، ونعوذ بالله من ذلك، فإن الله عز وجل يقول “وقد خاب من حمل ظلما ” والله سبحانه وتعالى يكرم المتقين، فعليك أن تكون من عباد الله المتقين، وعليك أن ترجع إلى الله تعالى بتوبة صادقة، فالحياة الدنيا زائلة، لن تأخذ منها شيئا، فلن تأخذ منها مالا، ولا دينارا، ولا درهما، ولا أرضا ولا عمارة ولا رفقة ولا قبيلة، وسترحل بكفن أبيض، بما قدمته من أعمال، ترحل إلى تلك الحفرة الضيقة، الغني والفقير كلهم سائرون إلى ذلك، وإن يوم القيامة ولدك الذي هو من صلبك، لا يعطيك حسنة واحدة، ولا تعطي أنت ولدك الذي تقاتل من أجله في الدنيا يوم القيامة ما تعطيه ولا حسنة واحدة، ولنبادر بالأعمال الصالحة، ولنسارع إلى لقاء الله تعالي.
وفي الآخرة عذاب شديد
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.