الإتيان بالشيء على أكمل حالاته
الإتيان بالشيء على أكمل حالاته
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الإتيان بالشيء على أكمل حالاته
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر والصلاة والسلام على محمد سيد البشر، الشفيع المشفع فى المحشر، صلى الله وسلم وبارك عليه ما اتصلت عين بنظر او سمعت أذن بخبر، فقد قال تعالى ولم يزل قائلا عليما وآمرا حكيما تشريفا لقدر المصطفى صلى الله عليه وسلم وتعظيما ” وإنك لعلي خلق عظيم” أما بعد افتح قلبك على مصراعيه وادع كل المؤمنين كي يدخلوا إليه، لا تفرق بين غني وفقير أو بين متق وعاص، أو بين صغير وكبير واجعل الدعوة عامة، وسافر بقلبك إلى كل الأماكن، وقابل كل الأشخاص، ثم اجعل هذه الكلمة هي اللغة التي تتحدث بها مع الجميع، دون مراعاة لأوضاعهم المادية والاجتماعية أو اختلاف مستوياتهم الثقافية، واعلموا يرحمكم الله إن الإتقان هو الإتيان بالشيء على أكمل حالاته.
وهو مأخوذ من قولهم تقن أرضه إذا ساق إليها الماء الخاثر بالطين لتصلح للزراعة، وهو الإتيان بالأعمال على الوجه المطلوب، وعلى الوجه الذي يكسب به الإنسان ثقة الآخرين في شراء سلعته وصناعته، ويعني أيضا أنه هو إحكام الأمور، والإتقان عند أهل العلم أن تؤدي العمل على أكمل وجه، الإتقان في التعليم، الإتقان في التجارة، والوظيفة، والمنصب، والمتجر، والمزرعة، وأما عن أهميته فيكفي أن نقول إن الإتقان للأعمال هو وسيلة حقيقية وفعالة لرقي الأمم ورفعة شأنها ماديا ومعنويا، كما أن الإتقان هو سبيل مرضاة الله تعالى على عبده، إضافة إلى كونه هو المخرج الآن للأمة من التبعية للغرب أو الشرق، والقضاء على مشكلات كثيرة، كالبطالة وأطفال الشوارع وغير ذلك، وإن الإتقان فريضة شرعية وضرورة بشرية.
حيث أن للإتقان أهمية كبرى في تاريخ وحياة المسلمين، فقد عظمت الشريعة من أمر هذه القيمة ودعت الأمة إلى جودة أعمالها، وحُسن مهامها، فأوردت الشريعة لنا ما يفرض الإتقان ويجعله في أفضل العبادات وأعظمها أثرا في الدنيا والآخرة، ومن بين ما يؤكد فرضية الإتقان أن الله عز وجل قد خلق خلقه بإتقان وحُسن خِلقة، فقال تعالى كما جاء في سورة النمل ” وتري الجبال تحسبها جامده وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون” فكل شيء في هذا الوجود يسير على وجه من الإتقان لأنه صدر عن الله تعالى، وفي تلك الآية إشارة إلى عبيد الله بأن يتخلقوا بخلق الله في خلقه وصفته في الخلق والصناعة، وإن محبة الله تعالى لعبده مرتبطة بجودة عمله وحُسن أدائه وإتقانه، فقيل “إن الله يحب العامل إذا أحسن”
ويقول صلي الله عليه وسلم ” إن الله يحب غذا عمل أحدكم عملا ان يتقنه” وإن أمم الأرض قد وعت الدرس، فبعد فشل كثير من الأمم وتأخرها، أيقنت أن المكان والمكانة، والقيمة والقامة للعاملين المجدين المتقنين، وصارت الصناعة المتقنة هي صاحبة البيع والشراء، والسحب والإقبال، وأن غياب هذه القيمة عن حياة أبناء الأمة يجر ويلات كثيرة، تعود بالأثر السلبي والسيئ على الأفراد والمجتمعات، بل قل على الإسلام نفسه، وهو بريء بالتأكيد من تقصير المسلمين، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم.
اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل، اللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.
الإتيان بالشيء على أكمل حالاته
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.