الشاهد الأخير .. تأملات

الشاهد الأخير ..
تأملات

الشاهد الأخير ..

تأملات
محمد زغلال محمد

الشاهد الأخير ..

تأملات

ألا يحق لي ان أفكر خارج سياق الصمت كي أستطيع أن أرهب العدو الذي يحتل أفراحنا ويدمر اللحظات الجميلة التي نشعر فيها بمتعة الحياة .
من الذي يمنعني أن اكون تتريا وأحول الخوف الذي يمتلكني باستمرار إلى خراب لن تستطيع الملائكة نفسها ان تسجل ما به من جرائم منفية كانت حصيلة لإبادتنا .
من منكم ينتظر مني إنجاز عمل خال من الفرح ، أو أن أكشف له عن ملامح مجزرة يشهد فيها الألم أنه أغلق جميع نوافذ وأبواب المتعة في وجه الأمل .
إن كنت غير قادر على الشرح فإنني على الأقل قادر على امتطاء الأسوار التي شيدت عند الغروب كي أدخل إلى هذه القلعة المفزعة التي بنيت بدون شكل هندسي ، وأتبع بعض المسارب التي تعج بالجردان التي كلفتها .عشتار كي تجمع الرصاصات الفارغة علها تكون شاهدا يذكرنا بعدد وأسماء السجناء الذين ردمت أجسادهم تحت العشب .
هل ستزهر البراعم التي ارتوت من مصل الدود الذي نخر عظام القتلى وتثمر لنا فاكهة في شكل إنسان ، أو تثمر لنا إنسانا بطعم الفواكه أم تراني أحلم أني من سلالة الأبطال الذين حرروا أسرى. ( جانكيز خان ) بعدما جعل من جلودهم قرابا لنقل الماء إلى السماء يريد صناعة بحر يضاهي بنسيمه البارد لهيب الشمس .أو من أتباع ( ايفان الرهيب ) الذي جعل من العقال جمرا وفصل بين الروح والجسد على مرأى من حضرة الإله فقط ليرضي غروره ويتبت لنا أن لحم الإنسان يحتوي على رائحة الشواء وأرغم الأرض على رفض كل الجثامين والتوابيت لأن الريح كفيل بأن يخفي ما بين الجسد والنار من عداء هؤلاء هم الذين هزموا ذاكرة التاريخ الذي أصيب بالخرف مما جعل جماجم ضحاياه تنزف حكايات عن بأس المآثم التي ارتكبت خلف الأسوار … .

الشاهد الأخير ..

تأملات

 577 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

قصيده مصربلدي وغاليه علينا

قصيده مصربلدي وغاليه علينا الشاعر محمد يوسف مندور قصيده مصربلدي وغاليه علينا بسم الله الرحمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: