الإنتصار على النفس في رمضان

الإنتصار على النفس في رمضان

الإنتصار على النفس في رمضان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الإنتصار على النفس في رمضان

اليوم : الأربعاء الموافق 6 مارس 2024

الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضاه، أحمده تعالى وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها النجاة يوم نلقاه، يوم يبعثر ما في القبور ويحصّل ما في الصدور، وأَشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن شهر رمضان وعن المعارك وإنتصارات المسلمين في هذا الشهر المبارك، وكما حطم المسلمون الأفغان أسطورة الجيش الروسي الذى كان يوصف بأنه أقوى جيوش العالم، وأجبره على الإنسحاب وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة الثقيلة فى شهر رمضان سنة ألف وربعمائة وثمانيه من الهجرة.

فإن رمضان تمرين عملى للصائم على التغلب على شهواته المختلفة من شهوة البطن والفرج، والنظر والسمع والكلام والقلب والنفس وغيرها، بحيث يتحرر من أسرها له، ويتعالى على جواذبها التي تجذبه إلى مستنقعها الآسن، ويخلص نفسه من كل دواعى الإستجابة لإغراءاتها والإنتصار في معركة الشهوات قضية مصيرية بالنسبة للمؤمن، لأنه إن انهزم فيها وفشل فى مقاومتها وسلم العنان والخطام لها،أدى به ذلك دون شك إلى الإنهزام في كل معاركه الأخرى، فالشهوات حواجز تحجز عنه موارد التوفيق، وصوارف تصرفه عن النجاح فى أمر آخرته الذى هو رأس الأمر له، وماانتصر أسلافنا على أعدائهم إلا بعد ما انتصروا فى معركة الشهوات هذه، وماانهزموا وإنكسرت شوكتهم إلا لما إستسلموا لشهواتهم وانهزموا أمامها.

وهكذا كانت إنتصارات رمضان ولكن كيف تنتصر على نفسك في رمضان؟ وهو أن لشهر رمضان فوائد نفسية جمة، ففى صيامه تهذيب لنفسك وتطهير لها من الذنوب والآثام، وفيه تتعلم كيفية التحكم بشهواتك، وتقويتك لإرادتك وضميرك، والتحكم بسلوكك، والشعور بغيرك من الناس، وهو مدرسة للصبر، وبه تنعم بالراحة والطمأنينة والسلام النفسي، لتمحو ما علق بنفسك من هموم ومشاكل وآثام فيما سبقه من العام، وتعينك على ما تبقى من أيامه، فيجب عليك أن تعود إلى الله بقلب صادق، فقد سمي شهر رمضان بهذا الاسم لأنه يرمض الذنوب، بمعنى أنه يحرق الذنوب ويمحوها، وإذا كان كذلك فعليك أن تعقد العزم على استغلال أيامه بالتوبة الخالصة، النابعة من القلب والروح، وعليك أن تكثر من الاستغفار والدعاء في القيام والصيام وقراءة القرآن.

بأن يغفر لك الله ما كبر من ذنبك وما صغر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،فيجب علينا الإنتصار على أمراض القلوب، وبما أن القلب السليم هو العملة الرابحة التي تنفع صاحبها يوم القيامة وتنقذه من عذاب الله ، كما قال تعالى فى سورة الشعراء ” يوم لا ينفع مال ولا بنوت إلا من أتى الله بقلب سليم” وبما أن القلب الأسود المظلم بأمراض الأحقاد والبغضاء والكراهية والحسد، والكبر والإستعلاء على الناس وغيرها حاجز لرحمة الله حائل دون توفيقه مانع لمعيته الخاصة للعبد، وبما أن هذه الأمراض حالقة للدين كما جاء في الحديث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” دب إليكم داء الأمم من قبلكم، الحسد والبغضاء، والبغضاء هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين ” رواه البزار.

 

الإنتصار على النفس في رمضان

 790 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

الشخصية الحقيقية وإمكانياتها بين الواقع والخيال

الشخصية الحقيقية وإمكانياتها بين الواقع والخيال كتب/ عطية عبد الرحمن عاصى انت ما تعرفش شخصيتك …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: