كن عونا
بقلم. السيد عفيفي جمال الدين
كن عونا
لا يستحق الحياة من عاش لنفسه فقط فلقد خلق الله الإنسان ليشدد عضض كل واحد منهم بالآخر ليكون متعاونين متحابين غير متنافرين غير حاقدين ليساعد كل واحد الآخر فى حدود الإمكانيات لا يكون بخيل غالق على نفسه الأبواب يعيش لنفسه فقط ويترك من كان له حاجة
فعندما يأتيك إنسان في حاجةٍ فاعلمْ أنه قد طلبها من الله بالدعاء إلى الله أولاً، فأرشده سبحانه ودله عليك لتكون سبباً في إجابة دعوته التى دعاها إلى الله فلا تنظر في شأنِ من تقضي حاجته فقط وإنما في الذي أراد أن يتكرم عليك ويجعلك سبباً في قضاءِ حوائجِ الناس فإن فى قضاء حوائج الناس متعة كبيرة فى الدنيا والآخرة وأعلم أنه من جائك في حاجة فهو يأتي اليك فى حالة ذل وإنكسار فلا تكسر خاطره ولا تطرده ولا ترده ولكن عليك بالمن والعطاء مادام لديك القدرة وعندك من الأموال أو غيرها مما يحتاجه الطالب فعندما تتصدق على فقير، فاعلم أنك أنت الذى تحتاجه أكثر مما يحتاجك، فهو يحتاجك في دنياه لتسد عليه مأربه وأنت تحتاجه في آخرتك وما أنت إلا جامع مال إما لك أو لورثتك، وإنه ليس لك إلا ما أبقيت، وإنَّ أجمل ما قِيل في الإنفاق فى سبيل الله هي إدخار الأموال التى انفقتها فى الدنيا إلى الآخرة، فأنت لا تستطيع أن تأخذ مالك وعملك الصالح إلى القبر ولكنك تستطيع أن تجعله ينتظرك هناك فى صورة الإنفاق والأعمال الخيرية للمحتاجين والفقراء وأن تكون حياتك للناس وليست لك بمفردك مادمت تستطيع أن تفعل ذلك فلا تكن بخيل في التعامل مع من يحتاجك فإذا إحتاجك في الدنيا فأنت ستحتاجه في الآخرة وأخيرا لا يستحق الحياة من عاش لنفسه فقط تحياتي لكم
