مقالات ووجهات نظر

إقتناء الكلاب والإحتكاك المباشر بها 

إقتناء الكلاب والإحتكاك المباشر بها 

إقتناء الكلاب والإحتكاك المباشر بها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إقتناء الكلاب والإحتكاك المباشر بها

اليوم : الخميس الموافق 8 أغسطس 2024

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد إن الإنسان الذي يحبه الله تبارك وتعالى، يحبه أهل السماء، ويوضع له القبول في الأرض، وأما الذي يكون على خلاف ذلك فإن الله يبغضه، ويبغضه أهل السماء، ويوضع له البغضاء في الأرض، فإذا كان الإنسان حصلت له الأولى أن الله يحبه، وأهل السماء يحبونه، فماذا عسى أن يخسر بعد ذلك لو خسر كل ما في الدنيا من أموال ومتاع وحطام؟ فهذا رابح، وفي غبطة وسعادة لا يعدلها سعادة، وإذا كان الإنسان بغيضا لله تبارك وتعالى بغيضا للملائكة بغيضا لأهل الإيمان فماذا عسى أن يحصّل؟ وكيف يهنأ بطعام أو شراب أو نوم أو نحو ذلك، والله تعالي يبغضه؟ فيتقلب في هذه الأرض وقد أبغضه ربه وملائكته ووضع له البغضاء في الأرض.

هذا أمر ينبغي أن يقف الإنسان عنده طويلا، ولقد روي أبو طلحة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة تماثيل” وما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال ” طهور إناء أحدكم، إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسلَه سبع مرات أولاهن بالتراب” وهكذا فإن اقتناء الكلب وتربيته دون حاجة تنقص الأجر، فلا يجوز اقتناؤه إلا لحاجة كحراسة الماشية أو الزرع، وعدم دخول الملائكة لبيت فيه كلب، وقد خصص العلماء الكلب بالذي لا حاجة لتربيته، وقد عللوا عدم دخول الملائكة للبيت الذى فيه كلب بمخالفة من اقتنى الكلب للأمر النبوى الناهى عن اقتنائه لغير الحاجة، أو لما قد يُلحقه الكلب بالجيران أو المارّة من ترويع لهم بسبب نباحه، أو الأذى من فضلاته التي يخلفها.

فكان ذلك مُدعاة لعدم دخول الملائكة لهذا البيت، وكذلك نجاسة لُعاب الكلب، حيث أشار الحديث النبوى الشريف إلى أن الكلب إذا شرب من إناء أحد فلا بد من غسله سبع مرات، أولهن بالتراب، وفي رواية إحداهن بالتراب، وذلك لإزالة نجاسته، فلو لم يكن الكلب نجسا لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، بتطهير الإناء الذي شرب فيه بهذه الكيفية من التطهير والمبالغة فيه، ولنعلم جميعا، أن العلماء قد اكتشفت أن الكلاب تتسبب فى مرض داء الكلب، وهو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان بواسطة لعاب الكلب، وتتسبب العدوى بداء الكلب بعشرات الآلاف، من الوفيات سنويا معظمها في آسيا وأفريقيا، وليس داء الكلب هو المرض الوحيد الذي تتسبب به الكلاب، فالأكياس المائية في الرئة، كذلك مرض تتسبب به الدودة الشريطية الشوكية التي تتواجد في فضلات الكلاب.

وتحدث العدوى للإنسان بتناوله طعاما مُلوثا بفضلات الكلاب الحاملة لبيوض هذه الدودة، وتكمن خطورة هذا المرض في طول مكوثه في الجهاز التنفسى دون أعراض ملفتة، كما أن علاجه غالبا ما يكون بالتدخل الجراحى لإزالة هذه الأكياس التي إن طال بقاؤها في الجسم قد تنفجر داخله، فاقتناء الكلاب والاحتكاك المباشر بها سبب في أمراض عدة منها الكلب والأكياس المائية وغيرها، حيث يصعب على من يُربي الكلب أن يتحرز من ملامسته ويمنع وصول لعابه أو فضلاته وانتقال ما فيها إليه، وأما الأمر في الحديث الشريف بغسل الإناء الذي شرب منه الكلب بالتراب ذلك يعود لأن فيروس الكلب الذي يحمله الكلب متناه في الصغر، مما يجعله يلتصق بجدار الأواني، والتراب يمتلك القدرة على امتصاصها، كما ثبت أن التراب يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم.

 

إقتناء الكلاب والإحتكاك المباشر بها

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى