آدم شعلالي لـ “المساء العربي” : التايكوندو رياضة تتطلب التوازن بين القوة العقلية والجسدية
حوار أحمد سالم
آدم شعلالي، أحد الأسماء البارزة في عالم الرياضة، والذي نجح في ترك بصمة واضحة في هذه اللعبة القتالية بفضل مهاراته الفائقة ورؤيته الفنية المتطورة، آدم ليس مجرد مدرب، بل هو قائد ملهم استطاع أن يرتقي بمستويات العديد من اللاعبين، محققًا إنجازات محلية ودولية لتونس في رياضة التايكوندو، في هذا اللقاء، سنتعرف على رحلته، وأبرز محطاته المهنية، وكيف أسهم في تطوير الرياضة ودفعها نحو التألق على الساحة العالمية.
– ما هو تقييمك العام لرياضة التايكوندو في دولة تونس وكيف ترى مستقبل رياضة التايكوندو في تونس بعد هذا الإنجاز؟
رياضة التايكوندو في تونس شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الإنجازات التي حققناها في الأولمبياد، هذا النجاح يظهر أن هناك قاعدة قوية من اللاعبين الموهوبين والمدربين المميزين، أعتقد أن مستقبل التايكوندو في تونس مشرق جدًا إذا استمررنا في الاستثمار في الرياضيين الشباب وتوفير الدعم اللازم لهم، سواء على مستوى التدريب أو الاستعداد النفسي والبدني.
– ما هي المشاعر التي تجتاحك بعد هذا الإنجاز التاريخي وكيف تصف لحظات تسلم اللاعبين للميداليات؟
كانت لحظات لا تُنسى ومليئة بالفخر والسعادة، رؤية اللاعبين وهم يقفون على منصة التتويج ويرفعون العلم التونسي هي نتيجة لسنوات من العمل الجاد والتضحيات، هذه اللحظة تعبر عن روح الفريق والالتزام الذي بذلناه جميعًا للوصول إلى هذه المرحلة، إنه شعور يملأ القلب بالفرح والمسؤولية لمواصلة تقديم الأفضل.
– كيف يتم الاستعداد للمنافسات المحلية والعالمية؟
الاستعداد يبدأ بتخطيط طويل الأمد يشمل التدريب البدني والنفسي، بالإضافة إلى دراسة الخصوم وتحليل نقاط القوة والضعف لديهم، نركز على بناء اللياقة البدنية، القوة الذهنية، والتحضير التكتيكي لكل منافسة.
– كيف تؤهل اللاعبين نفسياً قبل المواجهات الصعبة بحيث لا يتحكم الخوف والتوتر بهم؟
التأهيل النفسي جزء أساسي من الاستعداد، نعمل على تطوير ثقة اللاعبين بأنفسهم من خلال التمارين النفسية والذهنية التي تساعدهم على التعامل مع الضغط، نقوم أيضًا بإعداد اللاعبين ليكونوا جاهزين للتكيف مع أي مفاجآت أو ظروف غير متوقعة، مما يساهم في تقليل التوتر والتحكم في الخوف.
– ما هي أهم الصعاب التي تواجه مدربين التايكوندو لتوفير كل الإمكانيات اللازمة لتدريب اللاعبين على أعلى مستوى؟
توفير الإمكانيات يتطلب دعمًا ماديًا وبنية تحتية متقدمة، وهذا ما يعاني منه العديد من المدربين، الحصول على المعدات الحديثة، والمعسكرات التدريبية، والاحتكاك مع لاعبين من مستويات عالمية هو أمر مكلف، كما أن الاستمرارية في التدريب تتطلب تعاونًا بين المدربين والاتحادات لتوفير الدعم المتكامل.
– لماذا قمت بإختيار هذه الرياضة تحديداً وما هي أهم الدروس التي تعلمتها منها؟
اخترت التايكوندو لأنها رياضة تتطلب التوازن بين القوة العقلية والجسدية، تعلمت منها الانضباط، الصبر، وأهمية التحلي بالإصرار حتى في أصعب الظروف، كما أن الرياضة علمتني أن النجاح هو نتيجة العمل الجماعي والتخطيط الجيد، وليس مجهود فردي فقط.
– كيف يمكننا تطوير رياضة التايكوندو في الوطن العربي خصوصاً بعد إهتمام العديد من الجمهور بها مؤخراً بعد الأولمبياد؟
تطوير رياضة التايكوندو في الوطن العربي يتطلب استراتيجية شاملة ترتكز على عدة محاور، أولاً، يجب زيادة الدعم المالي وتحسين البنية التحتية الرياضية، بالإضافة إلى ذلك، يجب تبني أساليب التدريب الحديثة التي تعتمد على التكنولوجيا والابتكار.
ومن الضروري أيضًا الارتكاز على البحوث العلمية لتطوير برامج التدريب، حيث تساهم هذه البحوث في تحسين الأداء البدني، والذهني، والتقني من خلال العمل وفق أسس علمية، لا يمكن إغفال أهمية العمل الذهني في التايكوندو، فهو جزء حاسم من تطوير اللاعبين، تعزيز التركيز، الصمود النفسي، والتحكم في الضغوط يساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم في المنافسات الكبرى.
إلى جانب ذلك، ينبغي الاهتمام بالجانب التقني من خلال تدريب مستمر على التكتيكات المتقدمة ومهارات القتال المتنوعة، العمل المتكامل بين الجوانب الذهنية، البدنية، والتقنية، يمكن أن يرفع مستوى الأداء بشكل شامل ويجعل اللاعبين العرب أكثر جاهزية للتحديات الدولية.
أخيرًا، تعزيز فرص الاحتكاك الدولي عبر البطولات والمعسكرات، وتسليط الضوء إعلاميًا على هذه الرياضة لزيادة الوعي الجماهيري، وتشجيع الشباب للانضمام، سيكون له أثر كبير في تطوير التايكوندو في العالم العربي.
آدم شعلالي لـ “المساء العربي” : التايكوندو رياضة تتطلب التوازن بين القوة العقلية والجسدية
