مقالات ووجهات نظر

“جناب السفير ، الدكتور ،المستشار ، أو المستشارة “

” جناب السفير، الدكتور، المستشار، أو المستشارة”

بقلم الكاتبة: الإعلامية دينا شرف الدين

أتحدث بمقال اليوم عن ظاهرة مؤسفة قد اجتاحت المجتمع المصري لتصيبه بخلل و تضربه بقاماته و قيمه التي عهدناها بالماضي، 

فلم يعد لقب السفير أو الدكتور أو سيادة المستشارة و سيادة المستشار يحمل أي قيمة من أي نوع ، بعدما أصبح أرخص مما يتصور أحد و بعد أن فقد هيبته و مصداقيته ، إذ أنه بات يوزع علي كل من هب و دب و من خلال أي جهة غيرذات قيمه لتمنحه هذا أو ذاك أو حتي ربما يختلق هذا المدعي لقباً دون أن تكون له أية أمارات ، 

إذ يتكون السي في الخاص به مثلاً علي وسائل التواصل من قائمة طويلة جداً أغلبها كذب و ادعاء و ما تبقي منها شرفي لا أساس له و لا حيثية.

و هذا ما دفع بالمجتمع إلي تصدر الأنصاف وغير المؤهلين و أشباه الموهوبين الصورة !!

فى حين تتراجع جميع الكفاءات والمواهب وأصحاب الإمكانات فى الصفوف الخلفية .

و علي سبيل المثال:

تلك الدعوة التى تم توجيهها إلى للحضور كمتحدث بإحدى الجلسات، التي كانت باسم المستشارة الدكتورة..

وبسلامة نية وبما أن المكان محترم وقائمة المدعوين أكثر احتراماً، والموضوع فى صميم اهتماماتى وكتاباتى عن المرأة، قد قبلت الدعوة.

وإذ بي:

أفاجأ أن كلمة المستشارة التى ظننت أنها بسلك القضاء، كانت للعلاقات الأسرية، التى يعلن نفسه مستشاراً بها نصف سكان مصر.

وأن الدكتوراه، ليست بالضرورة أن تكون حقيقية، بل غالباً شرفية أو غير ذلك، وأن التكاليف التى تم صرفها بمثل هذا المؤتمر وما على شاكلته، لو كان تم توجيهها للمساعدة بأى ملف حيوى، أو لفقراء الصعيد والمرضى وكبار السن، لكان خير لهم وأبقى.

– هل نعتبر هذا الوضع المعوج بفعل تطور الحياة الذى لا يتوقف ولكن فقط للأسوء ؟

– ولم تختص مصر والمنطقة العربية بشكل عام بهذه الظاهرة ؟

– هل تعتبر تلك الظاهرة من أهم أسباب تراجعنا للخلف فى حين يتقدم العالم للأمام باستمرار دون توقف ؟

حيث تفردت مصر فى العقدين الماضيين بهذا الوضع المقلوب فى كافة المجالات وعلى كافة المستويات  !

فلم تعد الكفاءة معيار لأى شىء، فليس بالضرورة أن يكون الطبيب الأشهر و الأعلى سعر هو الأكفأ ، و لا المغنى الأشهر هو الأكثر موهبة و الأجمل صوتا و لا الكاتب الأشهر هو الأفضل و الأبدع و لا الفنان المتربع على عرش النجومية و الأعلى أجراً هو المستحِق عن جدارة لأسباب النجومية !

فقد فوجئت عن نفسى من باب الصدفة بأشخاص أعرفهم. جيداً و أعرف مؤهلاتهم الدراسية و المهنية تتم استضافتهم كإعلاميين و محللين سياسيين و مستشارين ليتحدثون عن الوضع الداخلى و الخارجى للبلاد و يصدرون أفكارهم لجماهير المشاهدين دون أدنى شعور بخطورة هذا الموقف الذى قد يتسبب بكوارث فكرية و تصدير وجهات نظر غير مسئولة تتداولها الناس و خاصة بعد تلقيها من فلانة أو فلان الإعلامى و المحلل و الدكتور المستشار المرموق كما تم التنويه عنه !

كما صادفت من هذه النماذج الكثير ممن أعلم جيداً أنهم حتى لم يكملوا مراحل الدراسة الثانوية و ليست فقط الجامعية !!

صحيح مولد و صاحبه غايب ، و كل اللى عنده واسطة و شوية، علاقات على حبة تسهيلات يتصدر المشهد و يُصدر أفكاره الهشة الفارغة المدعية إلى عدد لا بأس به من الجماهير ، ثم نتعجب بعدها ما الذى أصاب مجتمعاتنا بالجهل و التراجع و تدنى الأداء و فساد الأذواق ؟؟

فقد أصاب هذا الجرم المجتمعى الذى لم يلتفت أحد لمدى خطورته على الأجيال الجديدة ، جيلين أو ربما ثلاث و ما زالت الكارثة مستمرة بشراسة !

يا أولى الأمر فى كل المجالات :

افسحوا الطرق لذوى الكفاءات ، و امنحوا الفرص لمستحقيها الذين تواروا تحت أتربة الزيف و الكذب و البالونات الممتلئة بالهواء فحسب ،

فإن حقاً تمت السيطرة على تصدر الأنصاف و عديمى الكفاءة و الكاذبين ليخرج للنور و يفيد المجتمع كل موهوب و مؤهل فى مجاله دون وساطة أو محسوبية أو خلافه ، لربما تنصلح الأحوال و تستقيم الأوضاع المقلوبة و حينها ربما نستطيع أن نلحق بما سبقنا إليه غيرنا.

 

 

 

” جناب السفير، الدكتور، المستشار، أو المستشارة”

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى