مقالات ووجهات نظر

لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه

بقلم / محمد الدكروري

لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه

 

لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه

اليوم : الأحد الموافق 22 سبتمبر 2024

الحمد لله الذي زين قلوب أوليائه بأنوار الوفاق، وسقى أسرار أحبائه شرابا لذيذ المذاق، وألزم قلوب الخائفين الوجل والإشفاق، فلا يعلم الإنسان في أي الدواوين كتب ولا في أي الفريقين يساق، فإن سامح فبفضله، وإن عاقب فبعدله، ولا اعتراض على الملك الخلاق، اعلم أنه إذا نظرت للحياة بروح مبتسمة حتما ستجدها مثيرة للاهتمام، وتصبح الحياة ذات معنى حينما نجد شيئا نكافح من أجله ونسعى بشغف للوصول إليه، فلا تمضوا في طريق اليأس، ففي الكون آمال، ولا تتجهوا نحو الظلمات، ففي الكون شموس، ولا تجادل بليغا ولا سفيها، فالبليغ يغلبك، والسفيه يؤذيك، وقال الحسن البصري رحمه الله لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه، وقال الإمام أحمد ومن يأمن النفاق، وقال ومن نجا من النفاق فقد نجا من شرور الدنيا وعذاب الآخرة، ومن وقع في شرك النفاق خسر الدنيا والآخرة.

 

والنفاق نوعان، فالنوع الأول هو نفاق إعتقاد ويسمى النفاق الإعتقادي، وهو مخرج من ملة الإسلام، ويراد بنفاق الإعتقاد أي إعتقاد المرء ما يضاد الإسلام ولو عمل بأركان الإسلام بجوارحه لأن الأعمال لا يقبل الله منها إلا ما كان مبنيا على الإيمان، فنفاق الإعتقاد هو أن يظهر الإسلام ويبطن الكفر، وصاحب النفاق الإعتقادي مخلد في النار والعياذ بالله، وقد تتبع المحققون من أهل العلم الأدلة من القرآن والحديث، وإستقرأوا النصوص التي ذكرت أقسام النفاق الإعتقادي المخرج من الإسلام فوجدوا أن النفاق الإعتقادي يأتي في عدة صور، منها بغض الرسول وكراهته صلى الله عليه وسلم فمن أبغض النبي محمدا صلى الله عليه وسلم فقد كفر ولو عمل بأركان الدين، والعدو هو المبغض الفرح بالمصيبة الكاره للنعمة.

لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه

وكما أن من صور نفاق الإعتقاد هو بغض وكراهة ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن نفاق الإعتقاد المكفر هو تكذيب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فتكذيبهم زادهم نجسا ونفاقا وخبثا، ومن نفاق الإعتقاد المضاد للإسلام هو تكذيب بعض ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومن نفاق الاعتقاد هو الفرح بضعف الإسلام، والسرور بتمرد الناس عليه، وتمني الإنفلات من تعاليمه، والكراهة لظهور هدي الرسول صلى الله عليه وسلم وعلو دينه، فصاحب هذا النفاق الإعتقادي في الدرك الأسفل من النار، سواء إجتمعت فيه هذه الأنواع كلها، أو وقع في واحد منها إلا أن يتوب إلى الله تعالى، لأن الضرر من المنافق أشد من الضرر بالكافر المجاهر، ولذلك كان لصاحبه أشد العذاب إذا مات عليه.

وهكذا يكون النفاق الإعتقادي، فيظهر المنافق الإسلام ويبطن الكفر، وهذا مخرج من الملّة، وصاحبه في الدرك الأسفل من النار، والنوع الثاني من النفاق وهو نفاق عملي بمعنى أن تصدر من المسلم بعض الأعمال التي هي من عمل النفاق وهي محرمة لكنه لا يخرج من دائرة الإسلام بها، بل يبقى مسلما عاصيا، فعن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “أربع من كن فيه، كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر” رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” رواه البخاري ومسلم.

فخصال النفاق العملي الواردة في هذين الحديثين خمس وهم خيانة الأمانة، والكذب في الحديث، وعدم الوفاء بالعهد، والفجور في الخصومة، وإخلاف الوعد، والجامع بين هذه الصفات وبين النفاق أنها تشبه النفاق في إبطان خلاف الظاهر.

 

لا يأمن المؤمن النفاق على نفسه

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى