اخبار المحافظات

مرآة الروح وعلامة التربية

بقلم / إكرام علي أدم 

مرآة الروح وعلامة التربية

 

في عالمنا الرقمي المتسارع، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي ساحةً واسعة للتعبير عن الذات والتفاعل مع الآخرين.

 وبات من السهل على المرء أن يختار القناع الذي يرتديه، وأن يعرض للآخرين الصورة التي يرغب في أن يراهم بها. 

لكن وراء هذه الأقنعة، تكمن الحقيقة التي تكشفها كلماتنا وأفعالنا. ف

في خضم هذا الفيضان من المنشورات والصور، تبرز أهمية التعليقات كمرآة عاكسة

 لشخصيتنا الحقيقية وثقافتنا.

إنَّ طبيعة ردودنا على المنشورات والتعليقات الأخرى تكشف الكثير عن شخصيتنا وعقلنا وأخلاقنا.

 فمن خلالها نستطيع أن نرى مدى قدرتنا على الحوار البناء ، والاحترام المتبادل ، 

والتفكير النقدي . 

فمن بيننا من يختار أن يكون صوته صوت العقل والحكمة ،

 فيقدم حججًا منطقية ويبني حوارًا بناءً 

. ومن بيننا من يستغل هذه المنصات لنشر الكراهية والعنف ، 

ويستخدم كلمات جارحة ومسيئة.

إنَّ ثقافة الرد هي بمثابة بصمة اللسان التي تميزنا عن بعضنا البعض.

 فهي تعكس ما تعلمناه من قيم وأخلاق ،

 وما نؤمن به من مبادئ .

 فمن خلالها نرى مدى تكويننا الثقافي ومدى انفتاحنا على الآخر.

إنَّ من يقرأ تعليقات الآخرين يستطيع بسهولة أن يميز بين من يستحق الاحترام والتقدير وبين من لا يستحق . 

فمن يحظى بإعجابنا وتقديرنا هو من يمتلك القدرة على الحوار بلباقة واحترام، ومن يقدم أفكارًا جديدة ومبتكرة ،

 ومن يتحلى بالصبر والتسامح .

 أما من يستحق اللوم والنقد فهو من يفتقر إلى الأدب والأخلاق 

، ومن يستخدم الكلمات كسلاح لتوجيه الإهانات والشتائم.

إنَّ بصمة اللسان ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج تربية طويلة ووعي عميق بأهمية الكلمة وقدرتها على بناء الجسور أو هدمها .

 فمنذ صغرنا، نتعلم كيف نتحدث وكيف نتعامل مع الآخرين . 

وهذه التربية هي التي تشكل شخصيتنا وتحدد سلوكنا.

إنَّ من واجبنا أن نكون سفراء للخير وننشر المحبة والسلام من خلال كلماتنا وأفعالنا . 

فلتكن كلماتنا بمثابة بذور نزرعها في نفوس الآخرين ،

 لتثمر أجيالًا جديدة من البشر يحملون في قلوبهم المحبة والاحترام والتسامح.

الخاتمة

في الختام، إنَّ منصات التواصل الاجتماعي هي ساحة للتعبير عن الذات والتفاعل مع الآخرين، ولكنها أيضاً مرآة عاكسة لشخصيتنا وثقافتنا. فلتكن كلماتنا بمثابة بصمة نتركها في هذا العالم، بصمة تحمل في طياتها الخير والجمال . 

فلتكن بصمة اللسان علامة على رقي أخلاقنا وسمو نفوسنا.

دعونا نسعى جميعًا لبناء مجتمع أفضل، مجتمع يرتكز على الحوار البناء والاحترام المتبادل، مجتمع يقدر الكلمة الطيبة ويحترم الآخر مهما اختلفت آراؤه.

Loading

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى