أخبار عاجلة

الدكروري يكتب عن أسئلة حول شخصية الخضر

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أسئلة حول شخصية الخضر

روي عن القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي، أنه قال سئل بعض أصحابنا عن الخصر هل مات؟ فقال نعم، وقال وبلغني مثل هذا عن أبي طاهر بن الغباري، وقال وكان يحتج بأنه لو كان حيا لجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ما نقله ابن الجوزي في العجالة، فإن قيل، فهل يقال إنه كان حاضرا في هذه المواطن كلها؟ ولكن لم يكن أحد يراه، فإن الجواب هو أن الأصل عدم هذا الاحتمال البعيد، الذي يلزم منه تخصيص العموميات بمجرد التوهمات، ثم ما الحاصل له على هذا الاختفاء، وظهوره أعظم لأجره وأعلى في مرتبته، وأظهر لمعجزته؟ ثم لو كان باقيا بعده لكان تبليغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، وإنكاره لما وقع من الأحاديث المكذوبة.

 

والروايات المقلوبة، والآراء البدعية، والأهواء العصبية، وقتاله مع المسلمين في غزواتهم، وشهوده جمعه وجماعاتهم، ونفعه إياهم، ودفعه الضرر عنهم ممن سواهم، وتسديده العلماء والحكام، وتقريره الأدلة والأحكام، أفضل ما يقال عنه من كنونه في الأمصار، وجوبه الفيافي والأقطار، واجتماعه بعباد لا يعرف أحوال كثير منهم، وجعله لهم كالنقيب المترجم عنهم، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين وغيرهما، عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ليلة العشاء ثم قال” أرأيتم ليلتكم هذه، فإنه إلى مائة سنة لا يبقى ممن هو على وجه الأرض اليوم أحد” وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم “عين تطرف ” قال ابن عمر، فوهل الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه.

 

وإنما أراد انخرام قرنه، وقال الإمام أحمد أن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء في آخر حياته، فلما سلم قام، فقال” أرأيتم ليلتكم هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى ممن على ظهر الأرض أحد ” رواه البخاري، ومسلم، وقال الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بقليل أو بشهر” ما من نفس منفوسة، أو ما منكم من نفس اليوم منفوسة يأتي عليها مائة سنة، وهي يومئذ حية” وقال أحمد عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قبل أن يموت بشهر” يسألونني عن الساعة، وإنما علمها عند الله، أقسم بالله ما على الأرض نفس منفوسة اليوم، يأتي عليها مائة سنة” وهكذا رواه مسلم، من طريق أبي نضرة.

 

وأبي الزبير، كل منهما عن جابر بن عبد الله به نحوه، وقال ابن الجوزي فهذه الأحاديث الصحاح تقطع دابر دعوى حياة الخضر، وقالوا فالخضر إن لم يكن قد أدرك زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو المظنون الذي يترقى في القوة إلى القطع، فلا إشكال، وإن كان قد أدرك زمانه، فهذا الحديث يقتضي أنه لم يعش بعد مائة سنة، فيكون الآن مفقودا لا موجودا، لأنه داخل في هذا العموم، والأصل عدم المخصص له، حتى يثبت بدليل صحيح يجب قبوله، فقد كانت قصة موسى مع الخضر عليهما السلام من روائع القصص بما احتوته من غرائب الأخبار، وعجائب الأمور، وبرز فيها جليا علم الله المسبق لكل الحوادث، والذي يحيط بكل شيء، وتجلت فيها قدرة الله تعالى من أولها لآخرها، لتكون تسلية وتعليما لنبى الله موسى عليه السلام.

 

ومعجزة للخضر عليه السلام الذي نرجح نبوته، والجميل في القصة أنها جاءت في أوثق المصادر على الإطلاق التي لا يتطرق إليها شك، ولا يدخل فيها ريب القرآن الكريم كلام رب العالمين، وصحيح السنة النبوية كلام رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم وقد كان أكثر من كتب في هذه القصة يركز اهتمامه على ما جاء في كتاب الله تعالى، ليعطينا من الآيات الدروس والعبر، وقد أبدع العلماء في ذلك حقيقة، ويجب أن نطرق الموضوع من جانب السنة، لأنها جاءت بزيادات وتوضيحات لم يأت بها القرآن الكريم.

 

الدكروري يكتب عن أسئلة حول شخصية الخضر

 914 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

سر جرائم تقشعر لها الأبدان 

سر جرائم تقشعر لها الأبدان كتب إبراهيم عيسى سر جرائم تقشعر لها الأبدان رأينا في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: