أخبار عاجلة

الدكروري يكتب عن بشر يتولي أمر الكوفة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن بشر يتولي أمر الكوفة

روي أنه لما أمر عبد الملك بن مروان بقتل مصعب بن الزبير، ومات مصعب فقد دخل عبد الملك بن مروان من، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إني قد استعملت عليكم رجلا من أهل بيت لم يزل الله عز وجل يحسن إليهم في ولايتهم، أمرته بالشدة والغلظة على أهل المعصية، وباللين على أهل الطاعة، فاسمعوا وأطيعوا، وهو بشر بن مروان، وخلفت معه أربعة آلاف من أهل الشام، منهم روح بن زنباع الجذامي، ورجاء بن حيوة الكندي، وكان لما قدم روح بن زنباع على عبد الملك بن مروان، جعل يخبره عن أهل العراق فيقول له عبد الملك هذا من جبنك يا أبا زرعة، فاستخلف عبد الملك على البصرة خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن العيص بن أمية.

 

ثم عزله وولى بشر بن مروان البصرة مع الكوفة، فأتاه الكتاب بولاية البصرة وهو يشرب الدواء الكبير، فقال له الأطباء إن هذا دواء نريد أن تودع نفسك بعده، فلا تخرج، فأبى، فلما دنا من البصرة تلقاه فيمن لقيه الحكم بن الجارود، فقال له مرحبا وجعله عن يمينه، ثم لقيه الهزيل بن عمران البرجمي فرحب به وجعله عن يساره، ثم لقيه المهلب، فلما رآه يسير بينهما فقال هذان شاهدان، وأميرنا صاحب شراب، فلم يلبث بالبصرة إلا أشهرا حتى مات، فضره ذلك الدواء، ولما ولى عبد الملك بن مروان أخاه بشر بن مروان العراقين كتب إليه بشر حين وصل، أما بعد، يا أمير المؤمنين فإنك قد أشغلت إحدى يدي وهي اليسرى، وبقيت اليمنى فارغة لا شيء فيها، وقال فكتب إليه فإن أمير المؤمنين.

 

قد شغل يمينك بمكة والمدينة والحجاز واليمن، وقال فما بلغه الكتاب حتى وقعت القرحة في يمينه، فقيل له تقطعها من مفصل الكف، فجزع، فما أمسى حتى بلغت المرفق، فأصبح وقد بلغت الكتف، وأمسى وقد خالطت الجوف، فكتب إليه أما بعد، يا أمير المؤمنين، فإني كتبت إليك وأنا في أول يوم من أيام الآخرة، وآخر يومٍ من أيام الدنيا، وقال من الطويل، شكوت إلى الله الذي قد أصابني من الضر لما لم أجد لي مداويا فؤاد ضعيف مستكين لما به، وعظم بدا خلوا من اللحم عاريا فإن مت يا خير البرية فالتمس، أخا لك يغني عنك مثل غنائيا يواسيك في السراء والضر جهده، إذا لم تجد عند البلاء مواسيا.

 

 

الدكروري يكتب عن بشر يتولي أمر الكوفة

 481 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: