أخبار عاجلة
ملخص القراءة التحليليه: ايهـا الـغــائــب ...عــــد ..

ملخص القراءة التحليليه: ايهـا الـغــائــب …عــــد ..

ملخص القراءة التحليليه: ايهـا الـغــائــب …عــــد ..

 

بقلم الشاعرة: هدى عبد المعطي محمود

القراءة التحليلية للشاعر _ محمد دومو 

ملخص القراءة التحليليه: ايهـا الـغــائــب …عــــد ..

يا راحلاً … يتبعه نبضي 

أينما ًيَمِّمت وجهي …يرتد بصري 

إلى أشلاء الوعد المكسور

فها أنا مازلت …..أَتَكئْ علىٰ

بعض الذِكرى وَبَقَايا حُلمْ مهزوم

أُرَتبْ نِداءاتْ الصمت 

ألملم شظايا الوقت مِنْ شفق الغُروبْ

أَتَجَولْ في باحات الظنون

وأتَبع ظِلكْ على ضفاف الفجر

أسكب دمع الإحتضار

وأغرق القوافي في أنات الصمت 

وعلى جيد المساء ..

أعلق ملامحك قناديل عشق

تقي الروح قيظ البعد ورمضاءٍ الأرق 

وكرجع الصدى بين مد وجزر 

أحتسي هجير الشوق وشهقات الليل

بَحثَاً عَنْ حُلم يَحمَل لِي بَعضاً مِنْ عطرك 

وأعود لأَكتُبك قَصِيدةَ خَضراء

سطُورهَا من هَذيَان النبض

وخلف دفاتر الهجر أعيدُ صياغة الأمل 

فتورق الآهِِ على أغصان الرجاء

في عنوان القصيدة تنادي الحبيبة على الحبيب الغائب بأن يعود..وكأنما يسمع نداءها، وهذا يبدو في اعتقادي مستحيلا بشكل مباشر! لأننا لا ننادي الغائب!!

وبهذا نستنتج، من رأيي، أنها تخاطب نفسها تطمئنها من وقع الرحيل الذي حصل، كي تخفف شيء ما من عذاب الشوق إلى هذا الحبيب المفتقد..

في بداية القصيدة فإنها تنادي الحبيب وتؤكد له بأن قلبها يتبع كل خطوات رحيله، لعله يتراجع ولا يدعها وحيدة من دونه..

وتخبره أيضا أنها أصبحت تراه في كل الأماكن ولكن عبر وعوده السابقة التي عادت مجرد أشلاء ذكريات، لقد شبهت هذه الذكريات بشيء يتكسر وبالتالي بقي منه سوى أشلاء أي فتاة مكسرة.. 

وقالت أيضا بأن هذه الذكريات كانت حلما مهزوما( كان مجرد حلم وانتهى) وما بقي منه إلا بقايا أي بعض اللحظات الغامضة التي لا يتذكرها الحالم عندما يستيقظ من نومه!!

وتوضح له بأنها ترتب، في وضعها هذا المؤسف، نداءات صمت الحبيب..وتعتبره ردا على صوتها بشكل فيه نوع من أمل العودة من الرحيل، وأيضا أنها ستجمع كل الأوقات الهجر( الغروب) ليبدو لها بأنه لم يرحل بعد..

وهنا صيغة أخرى من الأمل في الرجوع (سوى في مخيلتها ) وتظن أنه سوف يأتي وتترقب مجيئه في فجر يومها المعهود أو المنتظر( ضفاف الفجر ).. 

كما تشرح وضعها بأنها تبكي على رحيله دموع الموت أي أنها أصبحت ( تحتضر وتغرق القوافي في أنات الصمت ) أي أن كل هذه الكلمات المعبرة شبهتها بأشياء أصبحت تغرق وتموت في بحر الصمت دون أن يسمع صوتها..ولا أيضا أن يرد على النداء..

ومن هذه اللحظة سوف تحتفظ ( بملامح الحبيب كقناديل عشق ) أي شبهت الحبيب بقنديل كان ينير العشق الذي كان بينهما وهذا تعبير على اللحظات الجميلة التي قضيا مع بعض قبل الرحيل..

وبأنها تنتظر ردا على نداءاتها وشبهت الرد كبحر بقولها (بين مد وجزر..) وتنتظر رجوع الحبيب بشوق حار مع سهر الليالي..

وتبحث في الأخير عن حلم قابل بأن يتحول فيصبح حقيقة ( وتعود إلى كتابة قصيدة خضراء ) أي تكون قصيدة واقعية أي تعيش لحظاتها مع الحبيب، وهذا يتضح أكثر عندما قالت( سطورها من هديان النبض) أي هذه القصيدة تكون مرحلة من حياة مرجوة منها..نظرة تفاؤلية بعودة الحبيب في أحضانها، وأنها وراء فعل الهجر هذا ستغير ذكرياته بالأمل أي أنها ستنسى الرحيل بأكمله وبالتالي سوف يتحقق رجاؤها.. وعبرت على هذا ( بتورق الآه على أغصان الرجاء) أي غصن الرجاء سوف ينتج أوراقه وتعود الحياة إلى حالها كما كانت…

إلا أنني استنتج بأن وطأة الرحيل هذا قد جعل منها حبيبة تعيش في وهم لا علاقة له بالواقع المعيش، إنه مجرد خيال ليس إلا.. وهذا من جراء حالتها النفسية التي أصبحت مضطربة نوعا ما بهذا الحدث..(تعبير قد يصور لنا شخصية القصيدة وما تعانيه من جراء هجر الحبيب).

أولا: سبق وأشارت إليه بأنها تنادي غائبا بالعودة وهذا بشكل مباشر شيء مستحيلا! 

لأننا قد ننادي على من يسمع النداء أي الحاضر وليس الغائب..

ثانيا: قالت بأنها تجمع فتاة ذكريات الماضي المكسرة.. والشيء المكسور لا يعود إلى حالته الأولى!

ثالثا: تنتظر الرد على نداءاتها كبحر (والبحر هنا يرمز إلى الحياة بمده وجزره) أي أن الرد عليها سوف يحصل!

رابعا: ترجو، في الأخير، أن تعود حياتهما كما كانت سابقا قبل هذا الرحيل!

إذن، في الأول والثاني، كانت تشرح لنا مضامين الوضع الطارئ بسردها مع استحالة العودة أي أن فعل الرحيل لا مفر منه..

ولكن، في الأخير، أصبحت لا تخاطبنا نحن بل تخاطب نفسها..وبالتالي تعيش على وهم العشق والشوق إلى الحبيب المفتقد..من أجل أمل شبه مستحيل في اعتقادي.. 

أي أنها أصبحت تعيش انفصام في شخصها:

الأولى تستقبل حقيقة الرحيل..

والثانية تنتظر عودة الحبيب في أمل اللقاء ثانية..

وبهذا فإن الشاعرة تمكنت من اعطائنا مجموعة صور جد دقيقة من الحالة النفسية لشخصية هذه القصيدة التي بين أيدينا، في طبق شعري رائع مليء بالأحاسيس والمشاعر..

وتبدو هذه القصة جد متناغمة وواردة للحصول إلى أي شخص. وبالتالي هنيئا إلى خيال مبدعتنا الواسع..

وليبقى هذا التحليل مجرد قراءة بسيطة لهذه القصيدة الرائعة الجد معبرة..كما أرجو أن أكون قد وفقت من إعطاء النص حقه في قراءة عمق مضامينه، بالنبش في شخصية المتكلم مستنتجا بعض الأشياء الغير معلنة تكمن بين سطور هذه التحفة الفنية، وأخيرا وليس آخر يبقى الرأي الأقرب إلى الصواب هو إحساس الشاعرة لحظة كتابة هذا النص..

ملخص القراءة التحليليه: ايهـا الـغــائــب …عــــد ..

 1,250 إجمالي المشاهدات

عن احمد حمدي

المدير العام التنفيذي لجريدة المساء العربي

شاهد أيضاً

قَصِيدَةُ إِرْجَعَ يَازِمَانَ

قَصِيدَةُ إِرْجَعَ يَازِمَانَ لِلشَّاعِرِ مُحَمَّدْيُوسُفَ مَنْدُور قَصِيدَةُ إِرْجَعَ يَازِمَانَ الْبُيُوتُ كَانَتْ مَبْنِيَّةً بِالطُّوبِ النِّيِّ …وَلِاسَرَامِيكَ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: