الدكروري يكتب عن الصابرة المحتسبة أم سلمة

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الصابرة المحتسبة أم سلمة

من زوجات النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم هي السيدة الشريفة الطاهرة الصابرة المحتسبة أم سلمة، فقد تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربعة من الهجرة، وقد أخذت أم سلمة حظا وافرا من أنوار النبوة وعلومها، حتى غدت ممن يُشار إليها بالبنان فقها وعلما، بل تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم في شوال سنة أربعة من الهجرة، وقد أخذت أم سلمة حظا وافرا من أنوار النبوة وعلومها، الصحابة يفدون إليها ويستفتونها في العديد من المسائل، ويحتكمون إليها عند الاختلاف، ومن ذلك أن أبا هريرة وابن عباس رضى الله عنهما، قد اختلفا في عدة المتوفى عنها زوجها إذا وضعت حملها، فقال أبو هريرة لها أن تتزوج، وقال ابن عباس بل تعتد أبعد الأجلين، فبعثوا إلى السيده أم سلمة فقضت بصحة رأي أبي هريرة رضي الله عنهم، وقد تميزت السيده أم سلمة برجاحة عقلها وسدادة رأيها.

 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ بمشورتها كما كان يأخذ بمشورة كافة نسائه، ولعل أشهر ما نصحته به هو بعد صلح الحديبية بعد أن اعترض عدد كبير من المسلمين على بنود الصلح، فأشارت عليه أن يخرج إليهم ولا يكلم أحدا منهم حتى يحلق وينحر، وعندما رأى المسلمون ما يفعله الرسول عليه الصلاة والسلام قاموا بفعل نفس الشيء مثله، وكانت رضي الله عنها، من النساء العاقلات الناضجات، يشهد لهذا ما حدث يوم الحديبية، بعد كتابة الصلح، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من نسكهم، وحثهم على النحر ثم الحلق، فشق ذلك على الصحابة الكرام ولم يفعلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة مغضبا، فذكر لها ما كان من أمر المسلمين وإعراضهم عن أمره.

 

ففطنت رضي الله عنها، إلى سبب إعراضهم وعدم امتثالهم، فقالت للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله أتحب أن يمتثلوا لأمرك ؟ اخرج فلا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنتك وتدعو حالقك فيحلقك، فقام وخرج، ولم يكلم أحدا حتى نحر بدنته ودعا حالقه فحلقه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا فجعل بعضهم يحلق بعضا، وقال الإمام ابن حجر، وإشارتها على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية تدل على وفور عقلها وصواب رأيها، وفي شهر ذي القعدة من العام التاسع والخمسين للهجرة أسلمت روحها الطاهرة إلى خالقها، وقيل أنها كانت قد بلغت من العمر أربعا وثمانين سنة أو أكثر، حين بلغها مقتل الحسين، فوجمت لذلك، وحزنت عليه كثيرا، و غشي عليها، ولم تلبث بعده إلا يسيرا.

 

فكانت آخر أمهات المؤمنين موتا، ويختلف العلماء في العام الذي توفيت فيه أم سلمة ولكن المرجح أنها توفيت في الفترة بين العام الثامن والخمسين للهجرة، والعام الثاني والستين للهجرة في أحد أيام شهر ذو القعدة، ويتراوح عمرها بعد وفاتها بين تسعه وثمانين عاما وما بين ثلاثه وتسعين عاما، ومن المعروف أيضا أنها كانت آخر زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم التي بقيت على قيد الحياة، وأثناء مرضها أوصت من حولها أن الذي سيصلي عليها هو سعيد بن زيد ولكنها شفيت من مرضها وتوفي سعيد بن زيد قبلها، بعد وفاتها دفنت في البقيع مع باقي أمهات المؤمنين، فرضي الله عنها، وعن جميع أمهات المؤمنين .

 

 

الدكروري يكتب عن الصابرة المحتسبة أم سلمة

 1,009 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة

غاوي علم: “العادات الذرية” بقلم: د. ثناء خلف الله العمدة رحلة نحو التغيير الإيجابي مؤخراً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: