الدكروري يكتب عن الفاروق عمر يتابع القادسية

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن الفاروق عمر يتابع القادسية

لقد ذكرت المصادر التاريخية أنه بقي الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه مشغول الفكر والقلب بأمر القادسية، وكان يخرج كل يوم خارج المدينة، لعل أحدا يأتي من طرف سعد بالخبر يزف إليه البشرى بالنصر، ولكنه يرجع إلى أهله دون أن يرى أحدا، وفى اليوم الذى ورد فيه البشير، لقيه عمر بن الخطاب رضى الله عنه، وهو يسرع على ناقته، فسأله عمر من أين؟ قال من قبل سعد، فقال عمر بن الخطاب يا عبد الله حدثني، قال هزم الله العدو، فنادى عمر بن الخطاب الصلاة جامعة، وزفّ بشرى النصر إلى الناس، وقرأ عليهم كتاب سعد بالفتح، وبقي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد النصر شهرين، ثم توجه إلى المدائن ودخلها، واتخذ من إيوان كسرى مصلى ودخله، وهو يقرأ قول الله تعالى كما جاء فى سورة الدخان.

 

” كم تركوا من جنات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين” وصلى فيه صلاة الفتح ثمان ركعات، وبعث بتاج كسرى وثيابه المنسوجة بالذهب، وحليه وسيفه وجواهره إلى عمر بن الخطاب، ليرى ذلك المسلمون، وليوزعها على الأمة، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه “إن قوما أرسلوا هذا لذو أمانة” فقال الإمام علي رضي الله عنه “إنك عففت، فعفّت رعيتك” وإن من قصص القادسية، والتي تستحق أن نقف عندها هى قصة أبو محجن، وهو أبو محجن مالك بن حبيب الثقفى وقيل عبد الله بن حُبيب بن عمرو بن عمير بن عوف بن عُقدة بن غيرة بن عوف بن قَسي ثقيف الثقفى، وكانت أمه هى كنود بنت عبد أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن قريش.

 

وأبو محجن هو أحد الأبطال الشعراء الكرماء في الجاهلية والإسلام وكان فارسا حارب المسلمين في غزوة ثقيف، وأسلم بعدها، وروى عدة أحاديث، وقد نظم الشعر في الغزل والفخر والرثاء، ولكن شهرته تعتمد على خمرياته ووصفه للحرب، وديوانه الصغير مطبوع، وقد ذكره المدائني والبلاذري فيمن شهد معركة الجسر، وكان على رأس أربعمائة من ثقيف، وفي يوم الجسر له شعر في رثاء أخوانه، وابن عمه القائد أبو عبيد الثقفى، وهو الذى نهى عمر بن الخطاب عن تجسسه عليه فوافقه الإمام على بن أبى طالب، وكان محبا للخمر، فحده أمير المؤمنين عمر بن الخطاب مرارا، ثم نفاه بعد حادث الشموس بنت النعمان، إلى جزيرة في البحر يقال لها حضوضى، إلا أنه هرب من الحارس الذى رافقه قبل وصولهما تلك الجزيرة.

 

 

ولحق بالقائد سعد بن أبى وقاص بالعراق، فحبسه، ولكنه أبلى في موقعة القادسية، فأعجب به سعد وأطلق سراحه، وفي السنة السادسة عشر بعد فتح المدائن عاد أبو محجن إلى الخمر فنفاه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى باضع، وقيل أن أبا محجن أوصى قائلا إذا مت فادفنى إلى جنب كرمة تروي عظامى بعد موتي عروقها، ولا تدفنني بالفلاة فإنني أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها وزعم الهيثم بن عدى أنه أخبره من رأى قبر أبي محجن بأذربيجان أو قال في نواحي جرجان وقد نبتت عليه كرمة وظللت وأثمرت، فعجب الرجل وتذكر شعره، وقال الواقدي نفى عمر أبا محجن إلى باضع فى سنة السادسة عشر من الهجرة، وقال بروكلمان أنه لم يزل أبو محجن يشرب الخمر حتى نفاه عمر إلى باضع، وهي مدينة مصوع على سواحل الحبشة، وتوفى بها بعد مدة وجيزة.

 

 

الدكروري يكتب عن الفاروق عمر يتابع القادسية

 749 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: