أخبار عاجلة

القائد الذكي خالد بن الوليد

القائد الذكي خالد بن الوليد

القائد الذكي خالد بن الوليد

القائد الذكي خالد بن الوليد

 

كتب: وائل عادل الغرباوي 

 

 يحفل تاريخ الأمة الإسلامية بأحداث ووقائع عظيمة وشخصيات شكلت منعطفات حاسمه في مسار المسلمين بصفة خاصة، والبشرية بصفة عامة، ومن من هذه الشخصيات سيف الله المسؤل. 

 

هو أبُو سُلَيْمانْ خَالِدُ بْنُ الوَلِيْدِ بْنُ المُغِيرَةِ المَخْزُومِي القُرَشِيُّ (30 ق.هـ – 21 هـ / 592 – 642 م) صحابي وقائد عسكري مسلم، لقّبه الرسول بسِيْفُ الله المَسْلولُ، واشتهر بعبقرية تخطيطه العسكري وبراعته في قيادة جيوش المسلمين في حروب الردة وفتح العراق والشام، في عهد خليفتي الرسول أبي بكر وعمر في غضون عدة سنوات من عام 632 حتى عام 636. 

 

و يعد خالد بن الوليد أحد قادة الجيوش القلائل في التاريخ الذين لم يهزموا في معركة طوال حياتهم، فهو لم يهزم في أكثر من مائة معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الإمبراطورية الرومانية البيزنطية والإمبراطورية الساسانية الفارسية وحلفائهم

 

كانت نشأته 

وفقًا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحًا في جو الصحراء. وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة. مرض خالد خلال طفولته مرضًا خفيفًا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر. وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغًا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه، كان خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجَلَد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ. واستطاع «خالد» أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره. 

 

في عام 8 هـ، وجّه الرسول جيشًا لقتال الغساسنة انضم خالد حديث العهد بالإسلام إلى ذلك الجيش ذي الثلاث آلاف مقاتل. اختار النبي زيد بن حارثة لقيادة الجيش، على أن يخلفه جعفر بن أبي طالب إن قتل، ثم عبد الله بن رواحة إن قتل جعفر، وإن قتل الثلاثة يختار المسلمون قائدًا من بينهم، 

 

عند وصول الجيش إلى مؤتة، وجد المسلمون أنفسهم أمام جيش من مائتي ألف مقاتل نصفهم من الروم والنصف الآخر من الغساسنة. فوجئ المسلمون بالموقف، وأقاموا لليلتين في معان يتشاورون أمرهم. أشار البعض بأن يرسلوا للرسول ليشرحوا له الموقف، وينتظروا إما المدد أو الأوامر الجديدة. عارض ابن رواحة ذلك، وأقنع المسلمين بالقتال.بدأت المعركة، وواجه المسلمون موقفًا عصيبًا، حيث قتل القادة الثلاثة على التوالي، عندئذ اختار المسلمون خالدًا ليقودهم في المعركة. 

 

صمد الجيش بقية اليوم، وفي الليل نقل خالد ميمنة جيشه إلى الميسرة، والميسرة إلى الميمنة، وجعل مقدمته موضع الساقة، والساقة موضع المقدمة. ثم أمر طائفة بأن تثير الغبار ويكثرون الجلبة خلف الجيش حتى الصباح. وفي الصباح، فوجئ جيش الروم والغساسنة بتغيّر الوجوه والأعلام عن تلك التي واجهوها بالأمس، إضافة إلى الجلبة، فظنوا أن مددًا قد جاء للمسلمين. عندئذ أمر بالانسحاب وخشي الروم أن يلاحقوهم، خوفًا من أن يكون الانسحاب مكيدة. وبذلك، نجح خالد في أن يحفظ الجيش من إبادة شاملة. حارب خالد ببسالة في غزوة مؤتة، وكسرت في يده يومئذ تسعة أسياف. وبعد أن عاد إلى يثرب، أثنى عليه الرسول ولقّبه بسيف الله المسلول.

 

وبعد شهور، نقضت قريش أحد شروط الصلح، عندما هاجم بكر بن مناة بن كنانة حلفاء قريش بني خزاعة حلفاء الرسول.عندئذ توجه الرسول في جيش من عشرة آلاف مقاتل إلى مكة، وقسم الجيش إلى أربعة أقسام تولى بنفسه قيادة أحدها وأمّر الزبير بن العوام وسعد بن عبادة وخالد بن الوليد على الثلاثة الأخرى، وأمرهم أن يدخلوا مكة كلٌ من باب. فدخلوها كل من الباب الموكل إليه، ولم يلق أحدهم قتالاً إلا كتيبة خالد، حيث قاتله عكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وصفوان بن أمية في جند جمعوه لقتال المسلمين، واستطاع خالد أن يظفر بهم، وقتل منهم عددًا. 

 

ثم أرسله الرسول في سرية من ثلاثين فارسًا لهدم العزى صنم جميع بني كنانة، فهدمها ثم رجع إلى الرسول، فأخبره فسأله الرسول إن كان قد رأى شيئًا، فرد بالنفي، فطلب منه الرسول أن يعود لأنه لم يهدمها. فرجع خالد وهو متغيظ فجرد سيفه، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ناشرة الرأس، فضربها خالد فشقها نصفين ورجع إلى الرسول. فأخبره فقال: «نعم تلك العزى، وقد يئست أن تعبد ببلادكم أبدا!». وكان موضع العزى ومقر عبادتها في شِعب يعرف بشعب سُقام إلى الشمال الشرقي من مكة اتخذه المشركون حمىً لها.

 

من اهم المعارك التى خاضها خالد بن الوليد

معركة اليمامة

 

تعد معركة اليمامة واحدة من حروب الردة وواحدة من أشرس المعارك التى خاضها المسلمون فى عهد الخليفة أبى بكر الصديق -رضى الله عنه- وهى معركة دارت بين المسلمين وبنى حنيفة الذين ظهر منهم مسيلمة الكذاب، مسيلمة هذا رجل من بنى حنيفة ادعى النبوة بعد وفاة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وادّعى أن رسول الله أشركه معه فى أمر الرسالة، وقد شهد له بعض أتباعه بأنهم سمعوا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يشركه معه فى الدعوة والرسالة، وقد ارتدَّ هو ومن معه عن الإسلام وقد وصَلَ الأمر بهم أن كتبوا كلامًا ادعوا أنّه وحى من الله -سبحانه وتعالى- ينزِّلُهُ على مسيلمة الكذاب، وكلُّ هذه الظروف أدَّت إلى زيادة عدد أنصارِهِ أتباعه ممن ارتدوا معه.

 

معركة اليرموك

 

معركة اليرموك، وقعت عام 15 هـ (636) بين المسلمين والروم (الإمبراطورية البيزنطية)، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك فى تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة انتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب، وآذنت لتقدم الإسلام السريع فى بلاد الشام. المعركة حدثت بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بأربع سنوات، قررت الجيوش الإسلامية الانسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. تولَّى خالد بن الوليد القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح، كانت قوات جيش المسلمين تعدّ 36 ألف مقاتل فى حين كانت جيوش الروم تبلغ 240 ألف مقاتل.

 

تُوفّي خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وقُبضت روحه وهو على فراشه بعد صراعه مع مرض أصابه، وكان ذلك في العام الواحد والعشرين للهجرة، وقد بلغ من العمر ستين عاماً. وقد قيل إن حكمة الله -عز وجل- قضت أن لا يستشهد خالد بن الوليد في أية معركة؛ لأنّه هو سيف الله المسلول، ولا يمكن قتله من قبل أعداء الله.

القائد الذكي خالد بن الوليد

 

 1,327 إجمالي المشاهدات

عن اميرة عطالله

شاهد أيضاً

ناديتك من وجعي

ناديتك من وجعي الشاعر محمد محمود  ناديتك من وجعي فانتبهت لصوتي النساء غير أن النهر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: