المرأة بين الماضي والحاضر

المرأة بين الماضي والحاضر

بقلم. السيد عفيفي جمال الدين

(المرأة بين الماضي والحاضر)
أيام زمان
كانت المرأة بعيدة عن الإختلاط لذلك لم تكن فى حاجة إلى جذب الرجل للزواج فهى بعيدة عنه فهى كانت لاتخرج الى الشارع وكانت هناك ندرة فى العمل للمرأة وكان الرجل دائمآ مجذوب الى المرأة من تلقاء نفسه لأنه لم يرها امامه و لم يكن يعثر لها على أثر فكان الممنوع مرغوب
لأنه كان يعيش في عالم كله من الرجال ويعمل في عالم كله من الرجال وكانت المرأة شيء شحيح نادر لا يظهر في الشوارع ولا يظهر فى الأسواق
ولا يظهر في المدارس ولا في مكاتب العمل
وإنما كانت المرأة تختبئ في البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة .. ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجها على سنة الله ورسوله بدون معاينة وبدون كلام كثير ويدخل الرجل من الباب مباشرة دون لف ودوران
ولم تكن المرأة في حاجة إلى ترويج بضاعتها لأنها كانت رائجة وغنية بالعفة لذا كانت تتزاحم عليها المناكب ويأتيها الزواج حتى الباب فكان الرجل لا يرى سوى زوجته ويراها أجمل نساء الدنيا لأنه لم يرى غيرها فكانت هى كل حياته وكذلك المرأة لم ترى سوى زوجها وتراه افضل رجل في العالم لانها لم ترى غيره وكانت الذرية الصالحة هى نتاج الحياة المطمئنة،وكانت هناك ندرة فى الطلاق إن لم يكن غير موجود
ولكن فى الحاضر الظروف الآن تغيرت تماما
خرجت المرأة من البيت إلى الشارع فتراها فى الأسواق وتراها فى العمل بكثرة وتراها فى كل مكان وكل مجال
نتيجة ظروف وعوامل كثيرة فأصبح الرجل يتمتع برؤيتها بكم قصير و لبس خالى من الاحتشام وأخيرا بالمايوه فى المصايف كل هذا ببلاش بدون زواج
ونتيجة هذا التطور هو الخطر الذى،نراه الآن
لقد بدأ الرجل يشبع من رؤية النساء بكل الوان الطيف على وجهها وغيرت كل ملامح وجهها ولبسها الخليع من أجل،جذب الرجل
ولم تحمل لنا الحياة الجديدة متعة الرؤية فقط ..وإنما حملت لنا أيضاً متعة أخرى هي الكلام فى الخصوصيات والمزاح بحكم الزمالة في العمل ورفع الكلفة والجري واللعب وتناول الفطار
الغداء معا والعشاء معا والذهاب إلى الترفيه والرحالات والمشارب والمطاعم
وهكذا فقدت المرأة هيبتها
وأصبحت قريبة ورخيصة وسهلة
وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج من ذهن كثيراً من الشباب أكثر وأكثر ولكن كيف تستمتع المرأة بحياتها والرجل لا يريد الزواج ويهرب منه
لا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها التقليدي وتقدم بعض التنازلات أو غير،ذلك
وبكثرة التنازلات فقد سلمت المرأة نفسها للرجل الغريب وهي تبكي في حرقة وتقول إنها تفعل ذلك بسبب الحب والغرام له وحده وبعد ذلك تقول إنها لحظة ضعف ولن تعود إلا إذا كانت هناك وعود وعهود
ولكن الرجل غالبا ما يسمع هذا الكلام من أذن ويخرجه من أذن أخرى وينام على هذه اللذة المجانية وينسى حكاية الزواج أكثر وأكثر
اصبح الرجل يتردد في الزواج أكثر فأكثر خوفا مما يراه من المرأة أصبح يرى الزواج مجازفة تقتضي منه كل شجاعته
أصبح الرجل يرى الزواج تضحية وعلى المرأة أن تفهم وتعى أن العفة والستر والإحتشام وعدم الخضوع بالقول والتقليد من تعاليم الدين ويزيد من جمالها
ثم إن متعة المرأة الكبرى هي أن تحمل وتلد وتكون أما وملكة على بيت وأسرة وصانعة لجيل جديد تربيه وترعاه وزوجة لحبيب تؤنسه وتعينه على الطاعة ويؤنسها وتتمنع بعشرته وحنانه وحبه واحترامه لأن الزواج آية من آيات الله سبحانه وتعالى
ولكن كيف تصل المرأة إلى هذه الغاية في هذه الظروف الجديدة التي قلبت المقاييس وقلبت المرأة رجلا والرجل امرأة لذلك نرى الطلاق كثر فى هذه الآونة نتيجة لعدم معرفة الرجل والمرأة مالهم وماعليهم
والحل الوحيد هو أن تكف المرأة عن إعتبار جسدها وجمالها وأنوثتها وسيلة كافية وحدها لإجتذاب زوج
لكن يجب أن تكون للمرأة قيمة في ذاتها
أن تكون على قدر من الذكاء على قدر من التعليم فى امور الحياة ولابد أن تعلم المرأة بأنها هى أساس فى تكوين أسرة مستقرة وتحسن فيها تربية الأبناء ليكون جيل المستقبل
تحياتي لكم

المرأة بين الماضي والحاضر

 655 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

مقال × حدوته ولاد الجاحدة

مقال × حدوته ولاد الجاحدة  بقلم / هشــام ســطوحى ولاد الجاحدة هى روايتي الجديدة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: