جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
اسامة صبحي ناشي
(((سلام يا أمي )))
لماذا كان لديك كل هذا الإبهار …..
فعشقك كان يسير أسرع من الضوء ….
وأي حب دونة .. كان في حالة توقف وإنتظار …
يمضي البعد في جنباتي وينتزع أحزائي …..
وتصرخ الذكريات في الوجدان كدوي الإنفجار ….
وكأن الدنيا بدونك بلا ماء او هواء .. بلا حياة ….
فوز يعقبة هزيمة … ميلاد يتلوة إنتحار …..
لا أستطيع يا ملكتي أن أنساك ….
ولا أمل مع إعادة البحث عنك والتكرار …..
تركت يا أمي بداخلي جرح وصدع …..
وإرث كبير من المعاني والمواقف والأسرار ….
وأقاوم بقدر ما تعلمت منك …..
فالمرء كألصرح .. مهما إهتزت من تحته الأرض ….
فهو مقاوم وثابت .. فلا يميل ولا ينهار ….
غريب سيدتي أن الأيام بدونك تمر ….
ورغم الفراق أني مازال لدي صمود وإستمرار …
فما بداخلي يا أمي .. حطام زلزال …..
وذكراك بستان يحيطة .. اللهيب والدمار ….
مازلت أمي أذكر إبتسامتك وملامحك ….
فليس بقدرتي النسيان .. ولا أملك القرار ….
كم كان وجودك يجمل الحياة ويسعدها …
وعباراتك تنير وتزين الأماكن والمنازل والديار ….
يالأمي وروعة نظراتها .. بجمال عينين ….
تزيل بهما الهم … وتمسح عن النفس بهما الغبار …
كيف كنت يا أمي بكل تلك المواهب والسمات ….
كيف كنت رزق من الله.. دون أن أفاضل او أختار …
قدمت لي يا أمي الكثير والكثير …..
فكيف يكون مني جحود او تزييف او إنكار ….
نزعت قلبي من مكانة حين رحلت ….
وأختفت بذلك سعادة كانت تسكن في الجوار …
شكوت الي الرحمن دنيا بلا أم ….
فجمالها قبح .. وحلوها مر وسم ….
مختلطة مفرداتها ..
فما من نحن ولا هؤلاء ولا أنا ولا هم …
إختفت منها بهجة دائمة ….
وفرحة بلا إنقطاع ….
وخير كان يسود ويعم ….
رحلت من كانت كلها أذان تصغي لنا ….
وتركتنا لواقع أعينة يغلقها وأذانة يصم …
أمي كانت عالم بأكملة ….
كون مثالي .. علي الفضائل يحتوي ويضم …
أقبل يديك سيدتي ..
ومن أجلك أدعو الله وإليه أتوسل وأتضرع ….
عسي الرحمن يسكنك جنتة ودرجاتك يرفع ….
وسيدتي كانت معلمة .. وربما تركت علم ينفع ….
ربي إرحمها وأنر لها قبرها …..
ويجعلها ممن لهم المصطفي يتوسط ويتشفع …
سلام يا أمي
614 إجمالي المشاهدات
