جريدة المساء العربي جريدة المساء العربي
صبرآ يا قطار العمر
كبارالسن هم من نالواألقاب الأب والأم والجد والجدة وغيرهم من ذوي القرابات ممن شابت شعورهم أو فقدت ووهنت أجسادهم وضعفت أبصارهم وأسماعهم وتباينت مشاعرهم وتركت التجاعيد بصماتها على وجهوهم وبدأوا في فقدان ذاكرتهم ومضى قطار العمر بهم وبعدوا عن المجتمع ليعيشوا في غير زمانهم
وأقبلوا على عقودهم الأخيرة فأصبحوا من أصحاب الأعذار ممن يحتاجون إلى البر والسعادة حتى يعيشوا أيامآ مشرقة براقة يختمون بها كتاب حياتهم بصفحات من الود والحب وكلمات طيبة تريحهم لاتجرحهم ولاتؤذيهم ولا تذبحهم
فلنمنحنهم بعضآ مما أعطوا ولنسعدهم وهم في صالة انتظار قطار الرحيل ولنملأ فراغهم ونسمع أحاديثهم ونسعد بوجودهم ونبتسم في وجهوهم ونطرق أذانهم بكلمات طيبة ونذيق أفواههم بيد حانية ونوفر لهم الهدوء الذي هو بمثابة حليب الشيخوخة بالنسبة لهم ولتكن لهم العوض عما فقدوا والربيع في خريف عمرهم وعكازهم فيما تبقى من أجلهم
ومن رحمة الله سبحانه بهم أن خفف عنهم تطبيق الأحكام الشرعيةوتأديةالواجبات والفرائض وكذلك الكفارات فأجاز لهم أن يفطروا نهار رمضان إذا شق عليهم الصيام وأن يؤدوا صلواتهم بالهيئة التي تسمح لهم فيها صختهم إما وهم وقوف أو جالسين أو حتى راقدين أو على جنوبهم
فإن الله سبحانه وتعالى قد رحمهم وخفف عنهم أفلا نرحمهم نحن البشر وإن أكرمناهم اليوم وجدنا من يكرمنا غدآ لقول الرسول الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم(ليس منا من لايرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا )
وشباب اليوم هم يقينآ شيوخ الغد وكبارنا سيذهبون عما قليل فلنغتنم ودهم ونكسب برهم وننعم بقربهم وتفوز بدعاءهم فلا نعلم متى الرحيل حتى إذا خلت الدنيا منهم لا نصير من النادمين فلنحسن لمن نحب في الدنيا لأن الشوق إليهم بعد مماتهم لا يطاق
صبرآ يا قطار العمر
792 إجمالي المشاهدات
