أخبار عاجلة

وأن الله يهدى من يريد

وأن الله يهدى من يريد

وأن الله يهدى من يريد

بقلم / محمـــد الدكــــروري

وأن الله يهدى من يريد

إن الهداية من عند الله عز وجل، ولننظر جميعا، كيف أن الله عز وجل يفتح قلوبا للإسلام بكلمات قليلة، بينما تنغلق قلوب أخرى فلا تتأثر قيد أنملة، ولقد شرح رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الإسلام بكلمات موجزة، وقرأ بضع آيات من القرآن الكريم، ولقد كانت الرسالة واضحة جدا، ومع ذلك فقد تفاوتت ردود الفعل للآيات نفسها تفاوتا عجيبا, فأحد السامعين تأثر بشدة وأخذ قرار تغيير العقيدة إلى الإسلام بشكل سريع للغاية، وسامع آخر أخذ الاتجاه المضاد تماما، فلم يكتفى برفض الدين، بل حرص على صد الآخرين عن الإيمان، ومجموعة أخرى من السامعين سكتت ولم تعلق، وكأنها مترددة لا تعرف في أي الاتجاهات تسير، ولقد قال الله سبحانه وتعالى عن ذلك فى كتابة الكريم فى سورة الحج.

 

” وكذلك أنزلناه آيات بينات وأن الله يهدى من يريد ” فالآيات البينات واحدة، ولكن الله تعالى، أراد أن يهدي بها واحدا ولا يهدي بها آخر، وهذا التفاوت مرده إلى قلب كل واحد من هؤلاء السامعين، فهذا قلب رقيق متواضع سيفتحه الله عز وجل للقرآن الكريم، وهذا قلب غليظ قاسى لن يُيسر الله تعالى له الهداية فقد قال الله سبحانه وتعالى عن ذلك فى كتابة الكريم فى سورة الزمر ” أفمن شرح الله صدره إلى الإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين، الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانى تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ” فالمسألة في الحقيقة قلبية بحتة.

 

فهذا قلب قاسى معزول عن ذكر الله، وقلب خاشع يلين لذكر الله، فليس هناك ظلم ولا إجحاف، إنما العبد في الواقع هو الذي يختار بقلبه، ويحدد بإرادته، والله يهدي أصحاب القلوب الرقيقة، ويضل الغلاظ القساة، وهذا منتهى العدل والحكمة، وإن من المؤكد أن هناك عوامل كثيرة كانت سببا في رقة قلب إياس بن معاذ، وغلظة قلب الآخر أبي الحيسر أنس بن رافع، ولكن يبرز هنا عاملان مهمان لهما أكبر الأثر في تحديد مسار كل واحد منهما، أما العامل الأول فهو عامل السن، فالشباب هو أقرب إلى الدعوة من الكبار، وإن كانت الدعوة موجهة إلى الاثنين معا، لكن اقتضت طبيعة الأمور أن قلوب الشباب أكثر رقة، وأقرب إلى قبول الدعوات الجديدة الصالحة، بعكس القلوب التي ران عليها ما كانت تكسب من الذنوب والخطايا والأفكار.

 

فهذا عامل مهم، وأما العامل الثاني، فهو عامل المنصب والقيادة، فالزعماء بطبيعة الحال، رافضون للدعوات الإصلاحية والدينية بشكل عام، إلا مَن رحم الله، وذلك خوفا على مناصبهم وأوضاعهم القيادية، فهم لا يحبون التحول إلى التبعية لغيرهم حتى لو كان نبيا، وهكذا كان الوضع في كل مسيرة الإنسانية.

وأن الله يهدى من يريد

 1,394 إجمالي المشاهدات

عن هند معز

شاهد أيضاً

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!!

عمر عوض الأسكندرية تغيرت للأفضل خاصة مع التطوير الشامل ولكن !!! كتب/ أحمد حمدي أكد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: