تتساءل ؟!

تتساءل ؟!

تتساءل ؟!

 

بقلم / د.سلوى بنموسى
المغرب

امرأة طيبة فدوى ؛ تخدم جميع أفراد أسرتها بروحها وبرموش عيونها ..
دوما متأهبة لإسعاد الجميع ولو على حساب أعصابها وصحتها وسعادتها ..
بعلها يعيرها بسبب إهمالها لأنوثتها ..
ولا يعحبه العجب العجاب مع أن طلباته لا تنتهي
أبناءها متمردون وأنانيون ..
بدلا من مساعدتها ؛ يلجأون للعب والمزاح والالتصاق بهواتفهم ليلا ونهارا .. انتفضت ذات يوم واستيقظت من سباتها العميق . نظرت في مرآة روحها : كيف تسلل الشيب لرأسها ؟
وكيف نالت التجاعيد من محياها الجميل !؟
اجل تقول ..

ولكن هناك سؤال دفين يجرها جرا لحال أمرها ولعنادها
وتفضيلها الغير على نفسها الأبية العفيفة ..
كانت العطل عندها أيامها ولياليها سيان !!
تعمل بضراوة كما يجر الحمار أثقالا
تستشف الداء والدواء من دواخلها
متعجبة : هل تراها أخطأت في شيء ما ..أو قصرت في مهمتها ؟!

تجيبها دررها : أي نعم ..
كان عليك أن ترتاحي سيدتي قليلا ..قليلا ..
ولا تحكمي مملكتك الصغيرة بقبضة من حديد !!
وأولادك علميهم المسؤولية ودورها وقيمتها
لكي لا يضحوا انتهازيون ومتهاونون ومتكبرون
تقول في نفسها : هل فات الأوان يا رب العالمين لإصلاح البين ولارجاع الأمور للمنعطف الجيد والصائب ؟
تستكين لتنهذاتها السارية في كل شبر من أعماقه قائلة :
نعم الحياة تستمر ..لأحاول انقاد ما يمكن والكمال لله تعالى
نهض الأولاد من نومهم يتسائلون : ماما ماما اين فطورنا ؟
تتعمد المرض ولا تجيبهم
كبيرهم يتطوع لغلي الحليب على النار ويستقطب إخوانه لمساعدته في إعداد وجبة الفطور . وفعلا تم وضع الخبز والزبدة والمربى والزيتون الاسود وقطع من الحلوى والحليب مع شوكلاطا على طاولة الإفطار
أكلوا وشبعوا الأبناء فمنهم من دهب لمدرسته ومنهم من ولج عمله ..
واتفقوا عند عودتهم للدار بمساعدة أمهم وبالدور
فرحت فدوى وأعجبتها الفكرة
بالنسبة لبعلها المتنمر فعلت به أيضا ما سمي بأسرار أو كيد النساء
حيث تزينت له ورشت عليها عطرها الفاخر
ما إن لمحها حتى شبع من الأكل ؛ ولم يعد يعيرها برثة الثياب وبروائح البصل والثوم المنغمسين على عرقها وملابسها ..
تم الأمر بتدبير حكيم ..ولكن لم تعد تلك الإنزوائية
القابعة في البيت كالحجرة الصماء !!
لا تهش ولا تنش بل ربطت عدة صداقات حتى مع جيرانها
والتجأت للكتب تتناولهم بشهية كما يتناول الجائع وجبته الغذائية الدسمة .
هل على محياها نور عجيب أسعدها كأنثى وكحبيبة وكمربية اجيال وكأم وصديقة

 

تتساءل ؟!

د.سلوى بنموسى
المغرب

 583 إجمالي المشاهدات

عن محمد جابر

شاهد أيضاً

جنون الترند والمال والشهرة

جنون الترند والمال والشهرة    بقلم / محمود خالد     مع تقدم تكنولوجيا الهواتف والتطبيقات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: